لفت انتباهي العنوان ...حيث اختاره المبدع بعناية ليكون براعة استهلال لملحمة شعرية رائعة استطاع بأسلوب جذاب ولغة عصرية فصحي بعيدة عن الغرابة والتقعر وأيضا عن السطحية والتبذل فهي السهل الممتنع ...الذي لايخوض غماره الا المبدع المتمكن الذي تكون لغته طوع بناته فتنصاع لصوره الفنية الجميلة لتعبر عن مكنون نفسه بصدق وصفاء ونقاء....
لذا جاءت الملحمة معبرة بصدق عن نفسية هذا الشاعر ...وهي نفسية مؤمنة مطمئنة بايمانها ...فغاصت في أعماق نفسها واستخرجت لؤلؤها المكنون...فجاءت الملحمة كأنها صور ناطقة يشاهدها القاريء رأي العين...
فينجذب لها بشدة ويتابع قراءتها في تسلسل رائع وسهولة في التعبير وجمال في التصوير...
والشاعر المتمكن هو الذي يستطيع جذب القارىء أو السامع له...ويحيطه ببراعة اسلوبه وجميل معانيه ...فيتابع القراءة او الاستماع دون ملل مهما طال النص...
وبرغم طول الملحمة الا انني لم أمل من قراءتها...
وقد جمعت كل خصائص ومقومات الشعر الجيد...
كالصور الكلية بخطوطها الفنية من صوت ولون وحركة تتخللها صور جزئية تزيد المعنى وضوحا وتجسد المعنويات وتظهرها في صور المحسوسات خاصة ان معظم الأمور التي تتحدث عنها أمورا غيبية تحتاج الي بيان وإيضاح....
ثم جاء الجمع بين المتباعدات فاعطي هذا الجمع للمعني روعة وبهاء اذا استطاع المبدع ان يجمع بين الأمور السماوية والارضية في رباط واحد في تميز وتفرد جعل القاريء ينسجم مع هذا الجمع ويستحسنه...
دام الابداع والتميز والالق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق