الأحد، 18 نوفمبر 2018

بقلم عادل تمام الشيمي االشيمي @// البعاد //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

البعاد  شعر/عادل تمام الشيمي.
قولي لحبك اني طلقته
     لعل الم الفراق ارق مضجعك.
.رفقا بحالي ان صدري مولع
      وسعادته الا يراك او يسمعك.
.مهما بعدت عن الفؤاد فانني
      ما كان قلبي ابدا يسكن اضلعك.
.ان كنت قررت الرحيل فانني.
      ارقص فرحا فلن ابقي معك.
.اخلصت لك الحب فرايتك.
      كمن وصل الحب معك او يقطعك..
.رايتك مع قلب ترقص
      ومن اي نبع الثدي قد ارضعك ؟!
.شتان بين قلبي الحنين ومهجتي.
      وبين نار حبك الان تلسعك.....!؟

شعر/عادل تمام الشيمي....مصر...

بقلم الاديب فيصل كامل الحائك علي @// ياكافة الناس لاتستحوا ممن لايستحي //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

.                   ياكافة ناس الناس
         ((.)) لاتستحوا ممن لايستحي ((.))
                          *******
                    كلمة من ضوء قلمي
                 فيصل كامل الحائك علي
                          *******
        إنَّ الإنسانية ، رسالة تقديس الإنسان .
         وإنَّ الأنانية ، فتنة نجاسة الشيطان .
فبادئ ذي بَدء :
أتقدم طوعا ، مسرورا ، مُسِرًّا ، ومُجهِرا (مجاهرا) ، بأطيب التَّحايا ، والمحبة ، والإجلال ، لكل صاحب قول ، أو فعل ، أو سيرة ، في خدمة الإنسانية ، مع تقديسي الإنساني لمقام كل امرئ ، قدم الجميل ، وأوفى للجميل .
-وفي سياق الموضوع ، أعذُرُ ، البسطاء ، (مِن العامة ، ومن الخاصة !) ، بالصادر منهم ، والوارد إليهم ، قدر استطاعة أنفسهم ... الودود .
لأراني أُدلي في متّسَعِ حضرة مقام أشخاصكم الكريمة ، قائلا :
-إنَّ مَن يَتجاوَهُ مُتمَظهِرا ، بإعلان ، وعرض ، وتظهير ، وتزويق ، ومدح ، وتقديس ، أسماء ... وصور أشخاص أسياده ، وعرض أضرحة بعض الراحلين منهم ، بذريعة تفخيمه محبَّته ، وربَّما لوصل التفافه ، أنّه من قرابته ( عشيرته ... وطائفته ... إلخ !) ، لإثارة النعرات المقيتة ، او التنفيس عن الضغائن ، الحبيسة ، أو التشهير ... أوالترويج للاتجار ، بالعواطف البسيطة ... ، او تصرُّفا أُمَّعِيًّا ، أو تخريبٍيًّا مقنَّعاً ... او حركة مشبوهة ... تُكرِّسُ للدِّعاية ، والتمكين ، على أيّ صعيد ، خاصة الدِّينِيِّ ، مِمَّن يتولَّاهم ، أو يدَّعي توليهم ، فيرفع من شأنهم ، دون مبرر فصيح ، واضح ، وصريح ، بموجب كريم ، ملح ، في قول ... أوفعل ، (معنوي او مادي ، ديني او مدني ... ) ، قدموه ، صالحا ... مصلحا ، مغمورا ، أو مشهورا ، للتذكير ... والإشهار ، والإعتبار ، الموافق مَنظرُه لِمَخبَرِه ، خيرا عميما ، نزيها ، ينضَحُ وعاؤه معانيَ ، وقِيمَ الجمال والحرية والمحبة والوحدة والتآلف والسلام ، لكافة اطياف البشر ، رحمة للعالمين .
- فإنَّه (أي المُتبجِّح عن عِلم له بتبعات مايفعله ، عن عَمدٍ ، وسابق قصد وإصرار، المشار إليه ، دون موجب مفيد) ، هو فرخُ ، وممسوخُ انانية إبليس ، مُتَجَاوِهٌ ... مُتمَظهِرٌ ... مُتجَوِّه ، معنويا وماديا ، بمقدرات المخدوعين به ، والمُستَعبَدِين له ، في غوايات المصالح الخبيثة ، في أيِّ مجال ، وبأيِّ ذريعة ، ومدالسة ، مُتزَوِّغ عليهم ، بالإنسانية ، او الوطنية ، أو العالمية أو الإيمانية ... الدينية ، والأدبية ... المدنية ، موهما أتباعه بأنه (النخبة) ، متيقنا من نفسه بأنه النخبة المزيفة ، للمنابر الواهية ، والمراكز الإعتبارية ... االزَّابدة ... الرّاغية ، يَنفُثُ في الناس فتنة نقمة نفاق عُنصُرِيَّات مُرضِعِيه ، الأوَّلين ، والآخرين .
                   -فياكافَّة ناسِ النَّاسِ
                 لاتَستَحُوا مِمَّن لايَستَحِي .
-أن قاوِمُوهُ ، بِدواعي الحياة الحُرَّة الكريمة ، الآمنة للجميع ، حتَّى يَرتدِعَ ، او يَرعَوِيَ ، طوعا منه ، أو كرها عنه ، بقوَّة سيادة القانون المدنيِّ العام .
-وذلك ، صونا لسلامة ، الإنسان ، والوطن ، وكافَّة جماليات ، حُريَّات حَيَوات ، وإبداعات ، وآراء ، وفنون ، وثقافات ، وموروثات ، ولغات ، وخصوصيِّات الأشخاص ، المَرئُ (رجل وامرأة) ، والأسرة ، والمجتمع الخاصّ ، والعامّ ، الوطنيِّ ... والعالميِّ .
-بأنَّ مصابيحَ الوِقاية من أوبئة الفساد ، والإفساد ، وَوُبُلِ ظُلاميَّات ، وظُلمانيَّات ، ظلمات كل بلاء ، وبلسم الشفاء ، من سموم كل داء ، وحصن التكريم ، والتَّعزيز ، لخصوصيَّات الهويَّة ، على ثوابت ، ومنطلقات جواهر النَّقاء ، ودرر الصَّفاء ... وأسباب الغنى المعنويِّ ، والمادٍّيّ الوطنيّ ... والثَّراء ، هي الأقلام الإنسانية المضيئة ، تتفنَّن إبداعا خبيرا ، في محابر الخصوبة ، والتَّلاقح الحُرُّ مع كافَّة ماتقدَّم ، وتأخَّر من الثَّقافات ، والإنجازات البشريّة ... العالميّة الوضيئة .
                           *******
          اللاذقية سورية 2018 -11- 17
                     فيصل الحائك علي

بقلم الشاعر رياض المساكني @// حب في زمن العولمة //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

حبّ في زمن العولمة
جلست بجانبي
لامست يدها يدي
ابتعدت أنا ...اقتربت
ابتعدت أكثر زاد اقترابها
نظرت اليها
في اشتهاء
استجدتني صدقة
أجبت
قلبي في إجازة
لا أعلم متى يعمل
لا أعلم سوى
أنّه ينشط من حين لآخر
لكن الهموم لا تمكنني
من معرفة متى
**********
استجدتني بعض العشق
أدخلت يدي بجيبي
فتّشت...وفتّشت...
وأجبتها
كل القلوب نشطت
عشقت
الّا قلبي ظلّ
في سبات
نظرت اليّ
وردّت
أنا وقلبي لم ننم
لم نمل من بعضنا
ولا من السّهر
ولا غادرنا الخجل
رياض المساكني (انقزو)
      تونس

بقلم الاديب المتألق مصطفى الحاج حسين @// الضحك على اللحى //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

الضحك على اللحى ...

                             قصة : مصطفى الحاج حسين .

قال لي أحدُ الشعراء الكبار ، ممّن يحتلّون مكانة

مرموقة في خارطة الشعر العربي الحديث ، بعد أن

شكوتُ له صعوبة النشر ، التي أُعانيها وزملائي

الأدباء الشباب:

- هذا لأنّكم لا تفهمون قواعد اللعبة !! . قلت

بدهشة :

- كيف !! .. علّمني .. أرجوك .

ابتسم شاعري الموقّر ، وأجاب :

- عليكَ أن تكتب دراسات نقديّة ، عن أولئك الذين

يتحكمون ، بحكم وظائفهم ، في وسائل الإعلام ،

فكلُّ المحررين ورؤسائهم ، في الأصل أدباء ، اكتب

عنهم مادحاً ، وستُفتحُ لك أبوابُ النّشر على

مصاريعها .

وقبل أن أعلّق على كلامه .. تابع يقول:

- عندي فكرة ، مارأيك أن تكتب دراسة عن مجموعة

" قطار الماء " ، التي صدرت مؤخراً ، ألا تعرفُ "

رمضان النايف " صاحب المجموعة ؟؟ هو رئيس

تحرير " وادي عبقر " ، وهي تدفع " بالدولار " .

اقتنعت بالفكرة مكرهاً ، فأنا قاص . ماعلاقتي

بالكتابة النقدية عن شعراء الحداثة !.

غادرت مقهى " الموعد " ، ودلفتُ إلى المكتبة

المجاورة ، ولحسنِ الحظ لم أعان من البحث عن

المجموعة كثيراً ، غير أنّي فوجئتُ بارتفاع ثمنها .

عندما أبصرت زوجتي المجموعة في يدي ، صاحت

مستنكرة :

- ماذا تحمل ؟! .. هل عدتَ إلى شراءِ الكتب ؟ .

ابتسمتُ لعلّي أُخففُ من غلوائها ، فهي سريعة

الغضب ، وسليطةُ اللسان ، تزوجتني بعد أن أعجبت

بكتاباتي ، وأنا لا أنكرُ وقوفها إلى جانبي وتشجيعها

لي في السّنة الأولى من زواجنا ... كانت توفّر لي

الوقت الملائم للكتابة ، لكنها سرعان ماتغيرت بعد

أن حطّ مولودنا الأول بعبئه على أعناقنا ، خاصةً

وأنها كانت تُتَابعُ ما يصلني من ردود الدوريات

العربية والمحلّية ، حاملة الكلمة ذاتها ، بالأسلوب

ذاته :

- " نعتذر عن نشر قصّتك، لأنّها لا تنسجم وقواعد

النشر في المجلة ، وفي الوقت عينه ،فإنّ هيئة

التحرير ، ترحب بأية مساهمات أخرى ، تردها

منكم .

في البداية كانت " مديحة " تلومني لأنّي لا أجيد

انتقاء القصة المناسبة لكل مجلة.. لكنها عندما

وجدت أن هذه العبارة ،

تكررت على جميع قصصي المتنوعة الأغراض ،

أيقنت أنّي كاتب غير موهوب ، ولهذا أخذت

تطالبني بالبحث عن عمل إضافي ، بدلاً من تضيع

الوقت في كتابة لا طائل منها ، فقدت إيمانها

بموهبتي ، وراحت تعمل على قتل هذا الهوس الذي

تملكني منذ الصغر .

وخلال فترة وجيزة ، تحوّلت " مديحة " إلى عدو

للأدب ، فأخذت تسخر من كتاباتي ، وباتت تعيّرني

بما يردني من اعتذارات ، وصارت تضيق بكتبي ،

ومن الأمكنة التي تشغلها .

ذات يوم عدتُ لأجد جميع ما أملكه من كتب ،

ومادبّجتهُ من قصص قد تكوّمَ على السقيفة ، إلى

جانب المدفأة .

ولكي لا أفكر بالكتابة مرّة أخرى ، صمّمت على أن

تبعدني عن أصدقائي الأدباء ، فسلّطت عليّ

إخوتها ، لكي يرغموني على مشاركتهم في اللعب

بورق الشدة ، وطاولة الزهر ، واستطاعت أن

تجبرني ، على العمل مع أخيها سائق الأوتوبيس ،

كمعاون له أجمع أجرة الركاب ، وأنادي بصوت عال

خجول :

- جامعة .. سياحي .. سيف الدولة .

وهذا ماجعلها اليوم تدهش ، حين رأتني أدخل

وبيدي المجموعة الشعرية ..

قلت لها :

- اسمعي يامديحة .. هذه المجموعة سوف تفتح لي

آفاق النشر .

ذهلتُ .. لقد ضمّت المجموعة خمس قصائد ، وأطول

قصيدة تتألّف من عدّة أسطر . وكلّ سطر يتكوّن من

مفردة واحدة ، وقد يرافقها إشارة تعجّب أو

استفهام ، أو بعض نقاط .ولكي أكون منصفاً عليّ أن

أصف المجموعة بدقة .

بعد الغلاف الأول ، تجد على الورقة الأولى ، عنوان

المجموعة ، واسم الشاعر . تقلب الصفحة . تطالعُك

عبارة - جميع الحقوق محفوظة - تنتقل إلى

الصفحة الثالثة فترى عنوان المجموعة مكرراً بشكل

مجسّم ، تأتي إلى الرابعة ، فتقرأ : - صمم الغلاف

الفنان العالمي " ديكاسو " وعلى الخامسة يبرز

أمامك الاهداء - إلى أصحاب الكلمة الملساء - . وفي

الصفحة السادسة ، تعثر على تنويه هام : - الرسوم

الداخلية ، لوحات لفنانين عالميين .

وسوف تستوقفُك على الصفحة السابعة ، ملاحطة

ضرورية جداً بالنسبة للنقاد :

- كتبت هذه القصائد مابين حصار بيروت ، وحرب

الخليج الأولى .

في الصفحة الثامنة ، ستقع على مقدمة نقدية ،

كتبها أحدُ النقادِ البارزين ، الذي يستطيع أن يرفعَ

ويحطّ من قيمة أيّ أديب كان على وجه المعمورة ،

استغرقت تسع صفحات . وعلى متن الصفحة

السّابعة عشرة ، ستحطّ الرحال على مقدمة أخرى ،

ولكن بقلم الشاعر نفسه ، يتحدّث فيها عن تجربته

الشعرية الفريدة ، وعن ذكرياته الأليمة في

المعتقل ، يوم تعثّر بإحدى الطاولات وحطّم

ماعليها ، وهو في حالة سكر شديد ، مما دفع

السّلطة التي لا تميز بين الفنان المبدع والإنسان

العادي ، إلى زجه بالسجن ، مثله مثل باقي

المجرمين . وكان عدد صغحات مقدمته ثلاث

عشرة .

وهنا تنتقل إلى الصغحة التالية ، تقرأ عنوان

القصيدة الأولى :

- طار القطار غوصاً -

بعد العنوان الذي انفرد بصفحة كاملة ، تقع على

القصيدة التي تتألف من ست مفردات ، توزعت على

ستة أسطر :

- (( حدقت / في / شهوتي !! / وقلتُ: /

صباح / الخير / )) .

وتنتهي القصيدة .

ولأنّ القصيدة ، أو لأنّ معناها تافه وبذيء ، وجدتني

أصرخ :

- مديحة .. أرجوك أريد قهوة .

وتصاعف غيظي أكثر ، حين تناهى إليّ صوت "

مديحة " الساخر :

- حاضر يازوجي العزيز .. يامكتشف اللعبة

والمفاتيح .

وحتى لا أشردَ عمّا كنتُ عازماً على تنفيذه ، عدتُ

لأتابع قراءتي .

على صدر الصفحة الرابعة والثلاثين ، ستبصر لوحة

فنية مغلقة ، مستعصية . وتتهادى إليك الصفحة

الخامسة والثلاثون، حاملة معها .. عنوان القصيدة

الثانية :

- تضاريس السّحاب -

ليطالعك الإهداء على الصفحة اللاحقة :

- (( مهداة .. إلى كلّ جندي على تخوم الهزبمة )) .

أما الصغحة السابعة والثلاثون ، فقد فخرت بحمل

العنوان من جديد ، وبشكل فني مختلف ، وأسفل

العنوان ، استلقت قصيدة طويلة :

- (( عواء / الليل / أرعب / أحرفي .. / أوقدت /

أصابعي / للكتابة .. / و ... / فجأة / قفز / القلم /

حين / اعتقلتني / أوراقي / . )) .

وبما أنّ القصيدة كانت مطولة ، احتلت ثلاثة عشر

سطراً ، فقد اقتضى ذلك أن تمتد لتصل إلى

الصفحة الأربعين .

وضعت " مديحة " فنجان القهوة ، على الطاولة التي

نستخدمها لكل شيء ، وقالت:

- ألم تباشر بدراستك التي ستفتح علينا ليلة القدر ؟!

حاولت أن أكظم غيظي ، فأجبت :

- لم أنتهِ من قراءتها بعد ، لكنها تبدو لي مجموعة

سخيفة .

تراجعت مديحة بعض الشيء :

- سخيفة أم جميلة .. أنت ماذا يهمك ؟.. المهم أن

يفسحوا لك مجالاً للنشر .

- ولكنّي سأنافق يامديحة ، وأنا ..

وهنا قاطعتني بانفعال :

- أنت ماذا ؟.. أنا أعرف أنه لا يعجبك العجب ، مَن

منَ الكتّاب يعجبك ؟ .. بما فيهم أصدقاؤك !! .

ومن حسن الحظ ، صرخ ابننا ، بعد أن سمعنا ارتطام

جسمه فوق أرض المطبخ ، وهذا ما أنقذني من

لسان " مديحة " التي ركضت كمجنونة ، فعدت إلى

المجموعة .

وسيراً على قوانين المجموعة ونظمها، ستركض

الصفحة التالية بمثابة فسحة للتأمل في الفراغ

الأبيض ، وقد توحي بمقص الرقابة التقليدي، في

حين رفعت الصفحة الثالثة والأربعون عقيرتها ،

لتعلن عن عنوان القصيدة الثالثة :

- خرير السّراب -

وتخرج إليكَ القصيدةُ ، في الصفحة الرابعة

والأربعين :

منظومة على صفحة ونصف ، ممتدة على ثمانية

أسطر :

- (( نافذتي / مغلقة / على / هواجسي، / وأنا /

والنار / متشابهان / بجليدنا )) .

هنا نكون قد وصلت إلى الصفحة السادسة

والأربعين ، وكما جرت العادة ، سترقص أمامك

لوحة فنية جديدة ، وإلى جوار اللوحة ، على صدر

الصفحة الأخرى ، كان عنوان القصيدة الرابعة:

- نحن أصل الفراغ -

أما القصيدة التي احتضنتها الصفحة الثامنة

والأربعون ، فقد كانت مؤلفة من جملة واحدة ،

توزعت على ثلاثة أسطر :

- (( حفيف .. / الشوق !! .. / الصامت ؟.)).

باغتني صوت مزمار الأوتوبيس ، فأدركت أن " هاشم

" شقيق زرجتي جاء ليأخذني معه إلى العمل ،

وسمعت صوت " مديحة " التي فتحت باب المنزل ،

تنادي على أخيها أن ينزل من السيارة ، ويدخل

ليتناول الغداء معنا ، لكنّ " هاشم " مستعجل ، لذلك

طلب أن أخرج إليه ، دخلت " مديحة " قائلة :

- ألم تسمع صوت " الزمور" ؟.. أجّل كتابة مقالتك

إلى الليل .

ولأني لا أطيقُ هذا العمل وأخجل منه ، فأنا مدرس ،

أصادفُ الكثيرين من طلابي ، وكم أعاني من

العذاب والحياء حين آخذُ منهم الأجرة ، ولهذا

وجدتها فرصة لأتنصل من العمل :

- لن أشتغل اليوم .. قولي " لهاشم " أن يأخذ

أخاك " صلاح " .

صاحت مديحة :

- إذا كنت لا تنوي الكتابة ، فلماذا لا تريد أن

تشتغل ؟!.

قلت ، لكي أطمئنها بعض الشيء :

- حتى الآن لم أتخذ قراري برفض الكتابة .

يعني هل ستكتب ؟

أجبت وأنا كلّي حيرة :

- سأحاول .. سأحاول .

عدت إلى الديوان ، وجرياً على العادة تشاهد في

الصفحة الخمسين ، لوحة فنية تتربع ، يليها العنوان

العريض للقصيدة الخامسة والأخيرة :

- أهازيج الموت -

وخلف هذا العنوان ، على الصفحة الواحدة

والخمسين ، إهداء حار :

- (( إلى لوزان وعينيها .. )) .

ثمّ تتبدّى القصيدة على الصفحة التالية :

- (( الصبح / أصبح / يا.. / رندة / والقلب !/

تثاءب !!/ بنشوى / ذكراك . )) .

وكما تلاحظ فقد احتلت القصيدة صفحة ونصف ،

لأنّها توزعت على ثمانية أسطر .

على شغف محترق للوصول إلى الفهرس ، تقفز

الصفحتان لتحتوياه .. ثم تنفردُ الصفحة السادسة

والخمسون بخصوصيتها ، في عرض ما صدر

للمؤلف .. وفي الصفحة التي تتبعُها ، كُتبت عناوين

المجموعات التي تحتَ الطبع للمؤلف :

1 - الوردةُ القادمةُ من حتفها .

2 - أجهشت بشذاها المعطوب .

3 - وانكسرَ الأريجُ على جناحي فراشة .

4 - فاستفاقَ غبارُ الطّلع .

ولقد خُصصت الصفحة الثامنة والخمسون ، والتي

بعدها ، من أجل التصويب الذي سقط سهواً .

تنتهي الصفحة الأخيرة من المجموعة ، بتقاريظ

تحت عنوان :

- " مقتطفات ممّا سيكتب عن المجموعة "

(( لقد حلّق الشاعر " رمضان النايف " في مجموعته

هذه ، إلى مافوق العالمية بعشرة أمتار وسبعة

مليمترات . )) .

امرؤ التيس .. جريدة اللف والدوران .

- (( الحداثة عند رمضان النايف ، حداثةُ وعي

ومغامرة ، ترتبط بالتراث التليد ، بقدر المسافة التي

تبتعدُ عنه .)) .

مجلة : نواجذُ النقد .. المتخبّي .

ولأنّ الصفحة انتهت ، اضطرت دار النشر ، حرصاً

منها على أهمية ما سيقال ، لكتابة التعليقين

الآخرين ، على الغلاف الخارجي ، تحت صورة

الشاعر الباسم :

- (( لقد أبصرتُ ، بعد عمىً طويل ، ذلك الزخم

الفلسفي ، الذي يغلي ويبقبقُ في سطور

المجموعة. )).

- أبو العلاء المغري .. في حوار له بعد عودته من

بغداد .

- (( كلما قرأت رمضان النايف ، أشعر أنني مبتدئ

في كتابة الشعر .)).

جريدة : صوت الكلمة الفارغة .. أبو الدعاس .

ولكي لا نقول عن دار النشر ، إنها نرجسية ، تحبّ

المدح ، فهاهي تثبتُ نقداً حاداً ' لعباس محمود

العياض " ، كتبه في مجلة الكلمة المشنوقة من

أهدابها :

- (( في المجموعة ثمة نقص واضح للعيان ، فأين

الصفحة التي تخصص عادة في كل الكتب ، وهي

هامة للغاية، ألا وهي - صدر عن دار النشر . أرجو

من دار النشر العظيمة الصيت أن تتلافى مثل هذا

الخطأ القاتل.)).

عندما دخلت " مديحة ً ، وجدتني قد مزقت كل

ماكتبته من قصص ، وقبل أن تستفيق من دهشتها ،

خاطبتها :

- أنا مستعد أن أعمل مع " هاشم " مثل الحمار .

اقتربت " مديحة " مني ، لمحتُ حزناً في عينيها ،

لمحتُ عطفاً ، حباً ، دمعاً ساخناً مثل دمعي ، مسّدت

شعري ، ضمّت رأسي إليها ، أنهضتني من فوق

كرسيّ ، مسحت دمعتي بباطن كفّها ، التقت

نظراتنا ، اختلجت شفاهُنا ، تدانت ، وسرى فيها

اللهب.

                          مصطفى الحاج حسين .
                                    حلب ..

بقلم الاديب المتألق مصطفى الحاج حسين @// الضحك على اللحى //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

الضحك على اللحى ...

                             قصة : مصطفى الحاج حسين .

قال لي أحدُ الشعراء الكبار ، ممّن يحتلّون مكانة

مرموقة في خارطة الشعر العربي الحديث ، بعد أن

شكوتُ له صعوبة النشر ، التي أُعانيها وزملائي

الأدباء الشباب:

- هذا لأنّكم لا تفهمون قواعد اللعبة !! . قلت

بدهشة :

- كيف !! .. علّمني .. أرجوك .

ابتسم شاعري الموقّر ، وأجاب :

- عليكَ أن تكتب دراسات نقديّة ، عن أولئك الذين

يتحكمون ، بحكم وظائفهم ، في وسائل الإعلام ،

فكلُّ المحررين ورؤسائهم ، في الأصل أدباء ، اكتب

عنهم مادحاً ، وستُفتحُ لك أبوابُ النّشر على

مصاريعها .

وقبل أن أعلّق على كلامه .. تابع يقول:

- عندي فكرة ، مارأيك أن تكتب دراسة عن مجموعة

" قطار الماء " ، التي صدرت مؤخراً ، ألا تعرفُ "

رمضان النايف " صاحب المجموعة ؟؟ هو رئيس

تحرير " وادي عبقر " ، وهي تدفع " بالدولار " .

اقتنعت بالفكرة مكرهاً ، فأنا قاص . ماعلاقتي

بالكتابة النقدية عن شعراء الحداثة !.

غادرت مقهى " الموعد " ، ودلفتُ إلى المكتبة

المجاورة ، ولحسنِ الحظ لم أعان من البحث عن

المجموعة كثيراً ، غير أنّي فوجئتُ بارتفاع ثمنها .

عندما أبصرت زوجتي المجموعة في يدي ، صاحت

مستنكرة :

- ماذا تحمل ؟! .. هل عدتَ إلى شراءِ الكتب ؟ .

ابتسمتُ لعلّي أُخففُ من غلوائها ، فهي سريعة

الغضب ، وسليطةُ اللسان ، تزوجتني بعد أن أعجبت

بكتاباتي ، وأنا لا أنكرُ وقوفها إلى جانبي وتشجيعها

لي في السّنة الأولى من زواجنا ... كانت توفّر لي

الوقت الملائم للكتابة ، لكنها سرعان ماتغيرت بعد

أن حطّ مولودنا الأول بعبئه على أعناقنا ، خاصةً

وأنها كانت تُتَابعُ ما يصلني من ردود الدوريات

العربية والمحلّية ، حاملة الكلمة ذاتها ، بالأسلوب

ذاته :

- " نعتذر عن نشر قصّتك، لأنّها لا تنسجم وقواعد

النشر في المجلة ، وفي الوقت عينه ،فإنّ هيئة

التحرير ، ترحب بأية مساهمات أخرى ، تردها

منكم .

في البداية كانت " مديحة " تلومني لأنّي لا أجيد

انتقاء القصة المناسبة لكل مجلة.. لكنها عندما

وجدت أن هذه العبارة ،

تكررت على جميع قصصي المتنوعة الأغراض ،

أيقنت أنّي كاتب غير موهوب ، ولهذا أخذت

تطالبني بالبحث عن عمل إضافي ، بدلاً من تضيع

الوقت في كتابة لا طائل منها ، فقدت إيمانها

بموهبتي ، وراحت تعمل على قتل هذا الهوس الذي

تملكني منذ الصغر .

وخلال فترة وجيزة ، تحوّلت " مديحة " إلى عدو

للأدب ، فأخذت تسخر من كتاباتي ، وباتت تعيّرني

بما يردني من اعتذارات ، وصارت تضيق بكتبي ،

ومن الأمكنة التي تشغلها .

ذات يوم عدتُ لأجد جميع ما أملكه من كتب ،

ومادبّجتهُ من قصص قد تكوّمَ على السقيفة ، إلى

جانب المدفأة .

ولكي لا أفكر بالكتابة مرّة أخرى ، صمّمت على أن

تبعدني عن أصدقائي الأدباء ، فسلّطت عليّ

إخوتها ، لكي يرغموني على مشاركتهم في اللعب

بورق الشدة ، وطاولة الزهر ، واستطاعت أن

تجبرني ، على العمل مع أخيها سائق الأوتوبيس ،

كمعاون له أجمع أجرة الركاب ، وأنادي بصوت عال

خجول :

- جامعة .. سياحي .. سيف الدولة .

وهذا ماجعلها اليوم تدهش ، حين رأتني أدخل

وبيدي المجموعة الشعرية ..

قلت لها :

- اسمعي يامديحة .. هذه المجموعة سوف تفتح لي

آفاق النشر .

ذهلتُ .. لقد ضمّت المجموعة خمس قصائد ، وأطول

قصيدة تتألّف من عدّة أسطر . وكلّ سطر يتكوّن من

مفردة واحدة ، وقد يرافقها إشارة تعجّب أو

استفهام ، أو بعض نقاط .ولكي أكون منصفاً عليّ أن

أصف المجموعة بدقة .

بعد الغلاف الأول ، تجد على الورقة الأولى ، عنوان

المجموعة ، واسم الشاعر . تقلب الصفحة . تطالعُك

عبارة - جميع الحقوق محفوظة - تنتقل إلى

الصفحة الثالثة فترى عنوان المجموعة مكرراً بشكل

مجسّم ، تأتي إلى الرابعة ، فتقرأ : - صمم الغلاف

الفنان العالمي " ديكاسو " وعلى الخامسة يبرز

أمامك الاهداء - إلى أصحاب الكلمة الملساء - . وفي

الصفحة السادسة ، تعثر على تنويه هام : - الرسوم

الداخلية ، لوحات لفنانين عالميين .

وسوف تستوقفُك على الصفحة السابعة ، ملاحطة

ضرورية جداً بالنسبة للنقاد :

- كتبت هذه القصائد مابين حصار بيروت ، وحرب

الخليج الأولى .

في الصفحة الثامنة ، ستقع على مقدمة نقدية ،

كتبها أحدُ النقادِ البارزين ، الذي يستطيع أن يرفعَ

ويحطّ من قيمة أيّ أديب كان على وجه المعمورة ،

استغرقت تسع صفحات . وعلى متن الصفحة

السّابعة عشرة ، ستحطّ الرحال على مقدمة أخرى ،

ولكن بقلم الشاعر نفسه ، يتحدّث فيها عن تجربته

الشعرية الفريدة ، وعن ذكرياته الأليمة في

المعتقل ، يوم تعثّر بإحدى الطاولات وحطّم

ماعليها ، وهو في حالة سكر شديد ، مما دفع

السّلطة التي لا تميز بين الفنان المبدع والإنسان

العادي ، إلى زجه بالسجن ، مثله مثل باقي

المجرمين . وكان عدد صغحات مقدمته ثلاث

عشرة .

وهنا تنتقل إلى الصغحة التالية ، تقرأ عنوان

القصيدة الأولى :

- طار القطار غوصاً -

بعد العنوان الذي انفرد بصفحة كاملة ، تقع على

القصيدة التي تتألف من ست مفردات ، توزعت على

ستة أسطر :

- (( حدقت / في / شهوتي !! / وقلتُ: /

صباح / الخير / )) .

وتنتهي القصيدة .

ولأنّ القصيدة ، أو لأنّ معناها تافه وبذيء ، وجدتني

أصرخ :

- مديحة .. أرجوك أريد قهوة .

وتصاعف غيظي أكثر ، حين تناهى إليّ صوت "

مديحة " الساخر :

- حاضر يازوجي العزيز .. يامكتشف اللعبة

والمفاتيح .

وحتى لا أشردَ عمّا كنتُ عازماً على تنفيذه ، عدتُ

لأتابع قراءتي .

على صدر الصفحة الرابعة والثلاثين ، ستبصر لوحة

فنية مغلقة ، مستعصية . وتتهادى إليك الصفحة

الخامسة والثلاثون، حاملة معها .. عنوان القصيدة

الثانية :

- تضاريس السّحاب -

ليطالعك الإهداء على الصفحة اللاحقة :

- (( مهداة .. إلى كلّ جندي على تخوم الهزبمة )) .

أما الصغحة السابعة والثلاثون ، فقد فخرت بحمل

العنوان من جديد ، وبشكل فني مختلف ، وأسفل

العنوان ، استلقت قصيدة طويلة :

- (( عواء / الليل / أرعب / أحرفي .. / أوقدت /

أصابعي / للكتابة .. / و ... / فجأة / قفز / القلم /

حين / اعتقلتني / أوراقي / . )) .

وبما أنّ القصيدة كانت مطولة ، احتلت ثلاثة عشر

سطراً ، فقد اقتضى ذلك أن تمتد لتصل إلى

الصفحة الأربعين .

وضعت " مديحة " فنجان القهوة ، على الطاولة التي

نستخدمها لكل شيء ، وقالت:

- ألم تباشر بدراستك التي ستفتح علينا ليلة القدر ؟!

حاولت أن أكظم غيظي ، فأجبت :

- لم أنتهِ من قراءتها بعد ، لكنها تبدو لي مجموعة

سخيفة .

تراجعت مديحة بعض الشيء :

- سخيفة أم جميلة .. أنت ماذا يهمك ؟.. المهم أن

يفسحوا لك مجالاً للنشر .

- ولكنّي سأنافق يامديحة ، وأنا ..

وهنا قاطعتني بانفعال :

- أنت ماذا ؟.. أنا أعرف أنه لا يعجبك العجب ، مَن

منَ الكتّاب يعجبك ؟ .. بما فيهم أصدقاؤك !! .

ومن حسن الحظ ، صرخ ابننا ، بعد أن سمعنا ارتطام

جسمه فوق أرض المطبخ ، وهذا ما أنقذني من

لسان " مديحة " التي ركضت كمجنونة ، فعدت إلى

المجموعة .

وسيراً على قوانين المجموعة ونظمها، ستركض

الصفحة التالية بمثابة فسحة للتأمل في الفراغ

الأبيض ، وقد توحي بمقص الرقابة التقليدي، في

حين رفعت الصفحة الثالثة والأربعون عقيرتها ،

لتعلن عن عنوان القصيدة الثالثة :

- خرير السّراب -

وتخرج إليكَ القصيدةُ ، في الصفحة الرابعة

والأربعين :

منظومة على صفحة ونصف ، ممتدة على ثمانية

أسطر :

- (( نافذتي / مغلقة / على / هواجسي، / وأنا /

والنار / متشابهان / بجليدنا )) .

هنا نكون قد وصلت إلى الصفحة السادسة

والأربعين ، وكما جرت العادة ، سترقص أمامك

لوحة فنية جديدة ، وإلى جوار اللوحة ، على صدر

الصفحة الأخرى ، كان عنوان القصيدة الرابعة:

- نحن أصل الفراغ -

أما القصيدة التي احتضنتها الصفحة الثامنة

والأربعون ، فقد كانت مؤلفة من جملة واحدة ،

توزعت على ثلاثة أسطر :

- (( حفيف .. / الشوق !! .. / الصامت ؟.)).

باغتني صوت مزمار الأوتوبيس ، فأدركت أن " هاشم

" شقيق زرجتي جاء ليأخذني معه إلى العمل ،

وسمعت صوت " مديحة " التي فتحت باب المنزل ،

تنادي على أخيها أن ينزل من السيارة ، ويدخل

ليتناول الغداء معنا ، لكنّ " هاشم " مستعجل ، لذلك

طلب أن أخرج إليه ، دخلت " مديحة " قائلة :

- ألم تسمع صوت " الزمور" ؟.. أجّل كتابة مقالتك

إلى الليل .

ولأني لا أطيقُ هذا العمل وأخجل منه ، فأنا مدرس ،

أصادفُ الكثيرين من طلابي ، وكم أعاني من

العذاب والحياء حين آخذُ منهم الأجرة ، ولهذا

وجدتها فرصة لأتنصل من العمل :

- لن أشتغل اليوم .. قولي " لهاشم " أن يأخذ

أخاك " صلاح " .

صاحت مديحة :

- إذا كنت لا تنوي الكتابة ، فلماذا لا تريد أن

تشتغل ؟!.

قلت ، لكي أطمئنها بعض الشيء :

- حتى الآن لم أتخذ قراري برفض الكتابة .

يعني هل ستكتب ؟

أجبت وأنا كلّي حيرة :

- سأحاول .. سأحاول .

عدت إلى الديوان ، وجرياً على العادة تشاهد في

الصفحة الخمسين ، لوحة فنية تتربع ، يليها العنوان

العريض للقصيدة الخامسة والأخيرة :

- أهازيج الموت -

وخلف هذا العنوان ، على الصفحة الواحدة

والخمسين ، إهداء حار :

- (( إلى لوزان وعينيها .. )) .

ثمّ تتبدّى القصيدة على الصفحة التالية :

- (( الصبح / أصبح / يا.. / رندة / والقلب !/

تثاءب !!/ بنشوى / ذكراك . )) .

وكما تلاحظ فقد احتلت القصيدة صفحة ونصف ،

لأنّها توزعت على ثمانية أسطر .

على شغف محترق للوصول إلى الفهرس ، تقفز

الصفحتان لتحتوياه .. ثم تنفردُ الصفحة السادسة

والخمسون بخصوصيتها ، في عرض ما صدر

للمؤلف .. وفي الصفحة التي تتبعُها ، كُتبت عناوين

المجموعات التي تحتَ الطبع للمؤلف :

1 - الوردةُ القادمةُ من حتفها .

2 - أجهشت بشذاها المعطوب .

3 - وانكسرَ الأريجُ على جناحي فراشة .

4 - فاستفاقَ غبارُ الطّلع .

ولقد خُصصت الصفحة الثامنة والخمسون ، والتي

بعدها ، من أجل التصويب الذي سقط سهواً .

تنتهي الصفحة الأخيرة من المجموعة ، بتقاريظ

تحت عنوان :

- " مقتطفات ممّا سيكتب عن المجموعة "

(( لقد حلّق الشاعر " رمضان النايف " في مجموعته

هذه ، إلى مافوق العالمية بعشرة أمتار وسبعة

مليمترات . )) .

امرؤ التيس .. جريدة اللف والدوران .

- (( الحداثة عند رمضان النايف ، حداثةُ وعي

ومغامرة ، ترتبط بالتراث التليد ، بقدر المسافة التي

تبتعدُ عنه .)) .

مجلة : نواجذُ النقد .. المتخبّي .

ولأنّ الصفحة انتهت ، اضطرت دار النشر ، حرصاً

منها على أهمية ما سيقال ، لكتابة التعليقين

الآخرين ، على الغلاف الخارجي ، تحت صورة

الشاعر الباسم :

- (( لقد أبصرتُ ، بعد عمىً طويل ، ذلك الزخم

الفلسفي ، الذي يغلي ويبقبقُ في سطور

المجموعة. )).

- أبو العلاء المغري .. في حوار له بعد عودته من

بغداد .

- (( كلما قرأت رمضان النايف ، أشعر أنني مبتدئ

في كتابة الشعر .)).

جريدة : صوت الكلمة الفارغة .. أبو الدعاس .

ولكي لا نقول عن دار النشر ، إنها نرجسية ، تحبّ

المدح ، فهاهي تثبتُ نقداً حاداً ' لعباس محمود

العياض " ، كتبه في مجلة الكلمة المشنوقة من

أهدابها :

- (( في المجموعة ثمة نقص واضح للعيان ، فأين

الصفحة التي تخصص عادة في كل الكتب ، وهي

هامة للغاية، ألا وهي - صدر عن دار النشر . أرجو

من دار النشر العظيمة الصيت أن تتلافى مثل هذا

الخطأ القاتل.)).

عندما دخلت " مديحة ً ، وجدتني قد مزقت كل

ماكتبته من قصص ، وقبل أن تستفيق من دهشتها ،

خاطبتها :

- أنا مستعد أن أعمل مع " هاشم " مثل الحمار .

اقتربت " مديحة " مني ، لمحتُ حزناً في عينيها ،

لمحتُ عطفاً ، حباً ، دمعاً ساخناً مثل دمعي ، مسّدت

شعري ، ضمّت رأسي إليها ، أنهضتني من فوق

كرسيّ ، مسحت دمعتي بباطن كفّها ، التقت

نظراتنا ، اختلجت شفاهُنا ، تدانت ، وسرى فيها

اللهب.

                          مصطفى الحاج حسين .
                                    حلب ..