الجمعة، 25 مايو 2018

بقلم الكاتب وليد .ع.العايش @// يوميات رمضان _٢-//@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

- يوميات رمضان - ٣ -
------------
تجاوز ساعة الحائط منتصف الليل، ضجيج ما يملأ تلك الغرفة التي تنزوي خجلى على طرف المنزل، صوت امرأة يعلو رويدا رويدا، بينما الرجل الأربعيني يحاول تهدئتها، عبثا ذهبت كلماته إلى مياه بحر بلا قرار  ...
- إنهما والداي يامرأة ...
- لديك إخوة يتكفلون بهم  ...
- لكن إخوتي بالكاد يتدبرون أمورهم ، هاهو رمضان آخر أتى عليهم وهم خارج بيوتهم  ...
- هذا ليس ذنبي يارجل ... أريد أن أعيش كبقية الناس  .
- وهل العيش كبقية الناس يستوجب أن أتخلص من أمي وأبي ، ثم إنه شهر الرحمة والمغفرة  ... 
لم تجب المرأة على كلمات زوجها، أدارت ظهرها متظاهرة بالنوم، أما الزوج فقد اكتفى بتنهيدة طويلة قبل أن يهبط إلى السرير .
بعد ساعات قليلة حان وقت السحر، تجمهر الجميع حول المائدة إلا الزوجة، أبت أن تحضر  ...
تبادل الابن ووالديه النظرات، يبدو بأن الرسالة قد وصلت إلى الجميع  .
عندما أطلت الشمس برأسها من خلف الجبل، كانت الزوجة ( سابقا ) تحمل حقيبة سوداء  ...
------------
وليد.ع.العايش
٣/رمضان/ ١٤٣٩

بقلم الشاعر عبددالخالق العطار @// براعم الحياة //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

الشاعر عبدالخالق العطار الموسوي
      العراق

       ((  براعم  الحياة  ))

      سبحان  من  خلقَ  الصحارى  والشجرْ

      سبّوحُ      قدّوسٌ     مُطاعٌ      مُقتَدِ رْ

      ه ه ه

      اللهُ       سَمّى        نفسَهُ        بِجلا لِهِ

      و جلالُهُ    فاقَ     المعاني      و  الفِكَرْ

      ه ه ه

      هو     رحمَةٌ     وَ  عطيّةٌ   وَ   مرو ءَةٌ

      إسمٌ    سَخيٌّ   يحتفي    فوقَ   البَشَرْ

      ه ه ه

      قد   قالَ   كُنْ     فإذا   الحياةُ   براعمٌ

      فَتَحَتْ  رموشَ عيونِها  صوبَ   الفجرْ

      ه ه ه

      بقلم عبدالخالق العطار

بقلم الكاتب وليد .ع. العايش @// يوميات رمضان -٤- //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

- يوميات رمضان - ٤ -
-------------
كانت نسمات الربيع تدغدغ وجنات أهل البيت، وأصوات أوراق شجرة الكينا كما لحن فيروزي، يومها قررت زيارة السوق كي أشتري بعض حاجيات البيت، كتبت الزوجة ما ينقصنا على ورقة بيضاء مهترئة ...
- لا تكثري يا أم مالك، فليس لدي ما يكفي من المال ، اختصري ...
ابتسمت المرأة الجميلة وهي تدير طرفها خجلا، دنت مني حتى كاد ثغرها يلامس أذني : ( لدي ألف ليرة يا زوجي الحبيب ) ...
كم رغبت في تقبيلها آنذاك، لكن مالكا كان ينظر إلينا، فابتعدت عنها رغما عني .
قبل أن أسوق دراجتي صرخ مالك :
- لا تنسى يا أبي ... لا تنسى اللعبة ... أريدها دبابة ...
ضحكت كثيرا وأنا أردد كلمات ابني الصغير ( دبابة ) ...
كادت الشمس أن تحاور رأس الجبل عندما حان وقت العودة، لقد اشتريت كل ما في الورقة المهترئة ثم اودعتها جيبي .
- آه نسيت الدبابة ...
كان السوق قد بدأ بالإغلاق، بحثت عن بائع الدبابات لكني عبثا أحاول .
- سوف أشتريها في مرة قادمة ...
قلت في نفسي وأنا أحث خطا دراجتي صوب البيت البعيد قبل أن يأتي الغروب .
النسمات غادرتنا منذ الظهيرة ، الحرارة تعلو على ضفاف وجنتي زوجتي .
- أين الدبابة يا أبتي ... ألم أقل لك بألا تنسى ...
- لم انس يا ولدي ، تعال معي ...
سحبته من يده إلى طرف الطريق .
- انظر إلى هناك ، رتل من الدبابات، غدا صباحا اذهب واشتري واحدة .
ضحكت كثيرا حينها زوجتي، ابتسم مالك :
- بل سوف أشتريهم كلهم يا أبي ...
------------
وليد.ع.العايش
٤/رمضان/ ١٤٣٩

بقلم الشاعر عاطف عمر @//دايما معاك @// مجلة الوطن اتحاد االصوت الحر

قصيدة ( دايما معاك )
الشاعر عاطف عمر

ها انا ذاك.....
الذى ينتظرك كل يوم....
فى نفس المكان.
وفى نفس الوقت......
اى نعم.....
نلتقى على صفحات النت ولكن كل منا يستعد ويتعطر ونبضات قلبه اعلى من دقات طبول الأفراح وكآننا.ولآول مره نزف بفرحة عارمه....
فتستعد ايدينا وآصابعنا لتحتضن وتتشابك...
فلا تستطيع اى رياح ان تفرقنا.
وكآننا نزف ولآول مره بفستانك الابيض الجميل الذى يشبه بشرتك.
كعروسين.
وورود خديكى ينثر بين خطواتنا.
وعبير انفاسك يسبق كلماتك الرقيقه.
وبصيص عيناكى ينير طريقنا.
الذى قد فرش بالورود والازهار....
ها انتى حبيبتى ....
التى لاطلما حلمت بها ان تكون وليفتى ورفيقة دربى ....
اما انتى حوريه ...
قد سقطت على من شلالات الحب المنجرف ...
حبك العذب يغمرنى وكأنى ظمأن
وكاد الظمآ ان يفتك بى .
وكآنك النسمه المبتله فى ليلة صيف صامت... كاد سهوده ان يفتك بى.
وگأنى ارتشف من شفاكى رشفة عسل ..لا اظمأ بعدها مره ثانيه
..واتسلق خدودك كى اهمس بأذنكى احبك.....
كيف لى ان اتركك وانتى اصبحتى البدايه والنهايه.....
بدايه حب قد ترعرع على اناملك
ونهاية عشقا...كاد ان ينتشلنى من غيامة الحقد والبهتان..
نعم قد تغيرت......
واقر واعترف .....
بآنى قد تغيرت....بل ولدت من جديد....
على اشراقة وجهك الجميل...
وحنان قلبك الذى غلف مرارة ايامى بالسكر .بل بالعسل...
ليتنى اسبح فى بحور غرامك حتى الممات....
كى اشبع رغباتى منك قبل الحساب
فاذا بى احتسى الخمر من شفاكى
خمر ليس محرم....يروى بلا ظمأ
يدخل الجنه ولا يدخل النار.....
الخمر الحلال الذى لا يتواجد الا بشفاكى ايتها الاميره.....
  احبك اميراتى.....
  بل احببت فيكى كل نساء العالم
      بقلمى الشاعر عاطف عمر

بقلم الكاتب وليد .ع.العايش @// يوميات رمضان -٥-//@ مجلة الوطن اتحا د الصوت الخر

- يوميات رمضان - ٥ -
------------
هل كان ذاك الفجر يشبه سواه !!! لم يكن كما بقية الأيام، المطر يطرق أبواب الأرض بقسوة على غير عادته، الريح تهز خصرها كغانية من زمن الفرنج، بينما الأغصان تلتف حول بعضها هلعا ...
تناول ثائر طعام السحر على عجل، لقد انتهت لتوها إجازته القصيرة، عليه أن يلتحق بالرفاق هناك على تلة بعيدة، عيناه تراقبان طفله الصغير الذي لم يلج عامه الثاني بعد، ناولته زوجته الحسناء كوبا من الشاي، احتسى بعضا منه دون أن يكمل الباقي .
طبع قبلة حارة على جبين طفله، وأخرى على ثغر زوجته، ارتمى تحت قدمي أمه .
- رضاك يا أماه ... ربما أعود وربما لا ... كان صوته عميقا في تلك اللحظة ...
- ستعود يا بني ... ستعود ...
قبل يديها ووجنتيها، التحف بندقيته المعمرة بالرصاص، نظر خلفه للمرة الأخيرة ثم غاب في درب موحل .
أيام خمسة مرت، رن جرس الهاتف في آخر الليل، تلعثمت كلمات الزوجة الحسناء قبل أن ترمي بالهاتف النقال على أريكة مهترئة الحواف، لحظات حرجة تمر عليها، قفزت إلى جيب قميصه، لقد أخبرها بأنه ترك لها شيئا ما هناك، لكنها نسيت كلماته .
قصاصة ورق صغيرة كتب عليها بضعة عبارات سريعة : ( لا تبكي يا أماه ، زوريني كلما استطعت، وأنت يا زوجتي الجميلة إياك أن تسلمي نفسك لرجل آخر ، أما أنت ياولدي، أوصيك بوطنك وأمك ودمي، اروي لرفاقك حكايتي وأخبرهم بأني أعشق الموت بأربعة ألوان ) ... ضمت الورقة إلى صدرها بينما دموعها كانت تعانق وجه السماء .
الجمع يتقبل التهاني حينا، والتعازي حينا آخر ، لقد انتهى كل شيء .
اثنتان وعشرون ليلة مرت فوق الخمس السابقة، كانت الظلمة تدك المكان برصاصها، طرق الباب فترنح، فتحت الزوجة الحسناء، نظرت إلى الرجل الذي امتطاه الغبار من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، عفوا قدمه فقط ، فقد كان بساق واحدة، سألها متلعثما:
- أين الورقة ...
سقطت مجددا على الأرض التي تلقفتها بحنان هذه المرة ...
------------
وليد.ع.العايش
٥/رمضان/ ١٤٣٩

بقلم عبد الخالق العطار @// الحرف المرتوي //@ مجلة الوطن اتحاددالصوت الحر

الشاعر عبدالخالق العطار الموسوي
       ألعراق

        ((  الحرف  المرتوي  ))

       تَفَتّحَ   بُرعمُ   الزهرِ

       فَوَلّعَ  ندوةَ  السمّارِ  الواناً منَ الشعرِ

      ه ه ه

       أليسَ  الشعرُ  إحساسٌاً  و وزناً وترانيما

      أليسَ  الشعُرُ   تجربَةً

      واعصاراً من الآلامِ والافراحِ  و الهجرِ

      أليسَ  الشعرُ   كوكبَةً

     بِأُفقِ  فجيرِنا   الأنو رْ

      أليسَ  الشعرُ    سُنبِلَةً

      تُتَوِّجُ  حقلَنا  الأ خضَرْ

      ه ه ه

     أليسَ  الشعرُ  من يدرِي ؟

      ه ه ه

      ومن يعذُلُني لو كنتُ قد نوّعتهُ لحني

     وغنّيتُ  الهوى  كلِماتِ  شعبيّه

      و أنغاماً  ربيعيّه

      ه ه ه

      ولو  اقفو  خطواتِ  الذكرِ في فَنّي

     إذا    غامرتُ    لا ضيرٌ

     فَإنّي   لا أخطّ  الحرفَ

      -  لوْ  لَمْ  يرتوي  مِنّي

      بقلم عبدالخالق العطار

بقلم الكاتب عاطف عمر @// يوميات رمضان -٦-@// مجلةةالوطن اتحاد الصوت الحر

- يوميات رمضان - ٦ -
------------
كانت الشمس لاتزل معلقة في السماء، تعانق الغسق بشوق مثير، طيور السنونو تعود من رحلتها قبل حلول الظلام، أشياء كثيرة تود الكلام، لكن الرياح توقفها على حاجز الصمت والخوف .
ركب أنس دراجته الحمراء، مرتديا ( بيجامة ) سماوية عبرتها بضع خطوط سوداء .
- هيا ... هيا يا امراة ... نكاد أن نتأخر ...
لم تبدل كلماته القليلة شيئا من المشهد، مازالت ترتدي ثيابها، تضع مكياجها كي يغطي على سمرتها الداكنة، تقطع أصوات السنونو السكون، تحركت أغصان شجرة التوت، وكأنها تقول إلى لقاء قريب .
قذفت بنفسها خلفه، تحمل طفلها الذي بالكاد رأى معالم الحياة، بينما أخيه يجلس أمام أبيه، هكذا اكتملت القافلة، وأصبحت جاهزة للرحيل .
لفت ذراعها حول خصره النحيل، ربما كانت تخشى السقوط، وربما تبحث عن شيء آخر، تأفف قليلا لكنه أثر الصمت، يريد أن يصل قبل موعد الإفطار .
- لماذا تسرع هكذا ... نكاد نقع ...
- لا تخافي ... لا يمت إلا من انتهى عمره ...
عاودت صمتها من جديد، كان الطريق ينثني تحت وطأة عجلات السيارات العابرة بسرعة، الجميع يريد أن يصل، أيضا عجلات الدراجة الحمراء تئن من حرارة الطريق .
- نسيت نظارتي ... لم لم تحضريها ...
- لم أرها على الطاولة ، ظننت بأنك حملتها معك ...
تأفف مرة أخرى، كان ضوء الشمس المسائي يعكر صفو نظره، لكنه استمر بسرعته التي بدأها منذ نصف ساعة أو أكثر .
على الجانب الأيمن من الطريق، تنهار سيارة كبيرة، توقف قلبها عن الخفقان، أما سائقها فقد غادر دون أن يترك أثرا .
تدنو الدراجة رويدا رويدا من ذاك المكان، صوت يدوي فجاة، صراخ أنثى، وأنين رجل، وبكاء طفل ، المدفع يطلق قذيفة يتيمة ...
حفنة الأشجار المجاورة تعلن الحداد ؛ نظر الطفل الذي كان يجلس أمام أبيه إلى وجه أمه المدمى : ( أين أبي ) ...
نظرت إليه تاركة ابتسامة خبيثة لم تفارق شفتيها الكبيرتين ...
------------
وليد.ع.العايش
٦/رمضان/ ١٤٣٩

بقلم الشاعر عاطف عمر @// أعيش الزاي عشرة ايام //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

قصيدة ( اعيش ازاى 10 أيام )
الشاعر عاطف عمر

* أعيش ازاى 10 ايام ، بدونك ،
بدون ما اعرف ايه احوالك .

* كتبتلك بدمع العين ، ودم وريدى ،
     خد بالك .

* ولو بتغيب ثوانى عنى ، اروح
      أبكى على بابك.

* دموعى الغاليه ما بتنزل ، واليوم
       نزلت علشانك .

* مهو انت حبيبي وانا حبك ، واحلفلك أعيش العمر خدامك.

* انا بدونك لا لى حول ولا قوه .
   وبتمني اكون العطر فى ثيابك.

* مهو انت الروح يا روحى ، ونن العين يا عينى ، عطينى بطولة احلامك .

* على راحتك أبات اسهر ، وعلى فرحك أطير واكتر ، مقابل رن خلخالك.

* أعيش ازاى 10 ايام ، بدونك ، بدون ما اعرف ايه احوالك .

* تتطمنى الليالي عليك ، واشوف بعنيك ، وأتمنى اكون جنبك فدا عيونك .

*  انا خايف اموت بعدك ، ومين يقدر على بعدك ، و دقة قلبي من قلبك ، وابات اذكر فى اوصافك.

* اعيش ازاى 10 ايام ، بدونك ،
بدون ما اعرف ايه احوالك .

      بقلمى الشاعر عاطف عمر

بقلم الكاتب وليد .ع.العايش @// يوميات رمضان -٧-@// مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

- يوميات رمضان - ٧ -
------------
تركت الظلمة أوداج الفجر، فأصبح واجبا حضور الصباح، جاء دون عناد هذه المرة، نسائم الشمال تأتي من خلف رابية جميلة، لا تشبه إلا أنثى مازالت في مفترق العمر الصغير .
كنت هناك حينها أراقب مع فنجاني الأسمر، لم أشأ أن أزعج تلك العصفورة وهي تداعب صغارها الأربعة، ربما كان درس صباحي فيه عظمة لا متناهية، بعدما أنهت مداعبتها المثيرة، وقفت على طرف العش، قفز قلبي خوفا من سقوطها، آه نسيت بأنها تملك جناحين لا أملك مثلهما، نظرت إلى صغارها ثم طارت نحو الأفق البعيد، هي رحلة مشوقة تمضيها كل يوم بحثا عن طعام يسد رمق الصغار، تعلقت عيناي بها إلى أن اختفت خلف الغيوم الرمادية.
عدت إلى العش القريب، ابتسمت كثيرا، بينما العصافير التي لم ينبت ريشها بعد تلهو على طريقة الكبار، أصواتها تملأ المكان، كانت فرحة كما أوراق شجرة الكينا الماكثة جنب النافذة .
- هيا أيها الصغير ... تعال إلي ...
- لا يا سيدي ... بيتي هنا ولا أحب أن أتركه ...
- وأنا انتظر عودة أمي ... فلا تتدخل بشؤوننا أيها الرجل ...
- أكمل فنجانك وانصرف، أو لا تكمله أفضل ... انصرف الآن ودعنا نتابع لهونا ...
ضحكت أكثر، ما أجمله من حوار، خال من غبار الزمن والغدر والخطيئة، رضخت لمشيئة الصغار وانصرفت على أمل اللقاء المسائي .
بعد ظهيرة ذاك اليوم ثارت الرياح، الزوابع تكاد تلامس السماء، الرمال تضرب كل ما يواجهها، أما الغبار فكان يروي حكايته مع المغادرين ، فجأة قفزت إلى ذاكرتي العرجاء تلك العصفورة ، وأبنائهاالأربعة .
- كيف ستعود والرياح الغليظة تحارب على جبهة جنوبية ...
- لا بد من أنها ستجد طريقة ما كي تعود ... وربما تسكت الرياح وينجلي الغبار ...
كنت أحدث نفسي وأنا في طريق العودة إلى بيتي .
دون أن أخلع ملابسي، ذهبت مسرعا إلى النافذة، فتحتها بقسوة وعجلة حتى كادت أن تنكسر، نظرت إلى العش، لم أر الصغار، اختفوا بين عيدان القش، أحدهم كان يمد رأسه الصغير ( الأصلع ) بين فينة وأخرى، ينظر إلى الأفق، يزقزق بصوت مرتعد، ثم يختبئ مع إخوته بين القش المتطاير مع الرياح .
- آه ... يارب ... احم تلك العصفورة ... وأعدها إلى صغارها ...
سمعت قهقهات تنطلق من العش، لقد سمعني الصغار ، فضحكت أنا أيضا معهم، لكنها كانت ضحكة من الثغر فقط .
تراخت الزوابع قليلا، بشرى جميلة تأتي من رحم السماء المكفهرة، الغبار بدا ينحسر رويدا رويدا ... وأنا مازلت أراقب من خلف زجاج النافذة، أغصان شجرة الكينا تلطم وجنة نافذتي، السكون يلتقط أنفاسه بعد طول عناء .
- ها هي ... هاهي ... لقد ظهرت من خلف تلك الرابية ...
قفز الصغار دفعة واحدة، نظروا إلى الرابية، وإلي، عناق من نوع آخر بين الأربعة .
وأخيرا حطت العصفورة على طرف العش، كان ريشها منفوشا، مغبرا، وثغرها خاو من أي شيء .
- الحمد لله أنها عادت سالمة ... سوف تتدبر أمر الطعام ... قلت في سري .
حاولت أن أترك النافذة، لكن شيئا ما منعني من المغادرة .
كانت الشمس تميل نحو عشها الأثير، صراخ العصافير يتعالى، مشكلة مع الأم ، لعله الجوع والبطون الخاوية .
في تلك اللحظة كان باشق يعبر من فوقنا، كان مرتفعا بشكل طفيف، شاهد رجل يسدد بندقيته صوبه، عرف بأنه المقصود، انخفض أكثر متخفيا وراء أكمة الأشجار المجاورة، انطلقت الرصاصة، قلبي كان يخفق، رمى الباشق أشياء كانت بمخالبه، سقطت فوق جاري العش، التقطت الأم الهدية، نظرت إلى الباشق ...
- إنه بخير ... لم تصبه الرصاصة ... ربما كان الصياد هاويا أو أنه لا يجيد التصويب ...
فجأة تلاقت نظراتنا جميعا، العصفورة وأبنائها، الباشق، الصياد، وأنا ... ثلاثة منا تعالت ضحكاتهم، بينما الرابع انزوى خجلا وتوارى عن أعيننا ... ( يالك من صياد أحمق ) ... قلت في نفسي ...
------------
وليد.ع.العايش
٧/رمضان/ ١٤٣٩

بقلم الشاعر عاطف عمر @// ساعات ساعات //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

قصيدة ( ساعات ساعات )
الشاعر عاطف عمر

** ساعات بحس أنك...... ليه.

** وساعات بحسك...... كتير عليه .

** و لما توحشنى عينيه.

** ابوس ايديه .

** ودا شئ شويه.

** انا كنت أعيش على صوته كنت.

** معقول تكون عليه هونت .

** دموع عيونى نزلت حزنت.

** صادق معاك ولا عمرى خنت.

** صدقنى بعدك حياتى موت .

** لا منى روحت ولا منى جاءت .

** ومن هواك كانى استويت .

** معقول أكون فى الحب دوبت.

** طعم الحياة معاك عرفت .

** ومن شفايفك الشهد ذوقت.

** تتركنى وحدى أنا واللهِ توهت.

**  متحسبوش عليه وقت .

**  لا تتهمنى أنى خدعت .

** والله ما لغيرك عشقت .
       ولا ميلت .ولا حرمت
  ولا عمرى على غيرك حزنت.

   بقلمى الشاعر عاطف عمر

بقلم الشاعر علام زاهر @// تغريبة الروح //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

تغريبة الروح

ضاع الحلم ضاع
أنا المنسي
على قارعة الجليد
انا المنسي
في صقيع الولادة الأولى
متسمر في لعنة اللحظة
لحظة الشهيق
وبكاء المولود
وانا الوليد
كانت لي أحلام وآمال
تتراقص مع النجوم
تسير فوق الغيوم
ولم أدري إن لاشيء
لا شيء معلوم
حطمها الزمن
قتلها ذاك الفقر العنيد
ماذا فعلت يا بني
أصبحت عميدا لجامعة أحلامي
بل كنت كل أحلامي
وآمالي وصحوي ومنامي
فانظر ماذا قتلت
يا أيها العميد
كنت لي حلما جميلا
كنت كل الأحلام
وضاع ضاع الحلم
مع ساعي البريد
مات مقتولا
وتحطمت روحي معه
تناثرت على قارعة المدى
كبلتها بزرد الحديد
أسير الآن حافي الروح
عاري الأحلام
على حد الغربة
والضياع أسير
تائه عبر السراب
مشرد وشريد
تتعرى روحي لكل الشموس
تتعرى لكل الليالي
تبحث عن قمر ونجمة
عن زهرة ونسمة
عن صحوة ورقاد
عن ثوب الحداد
يا كل عذابات الكون
تعالي لم اكتفي بعد
أتراني ملعون مذ يوم ولدت
ام تراني لهذا الحد اذنبت
لملمت اشلائي
واشيائي
وصار الحلم بعيد
الروح تئن مفاصلها
تتسمر في ذاكرتي
قماءات الكون
باهتة نبضات القلب
والفكر بليد
تتراءى صور الأيام
وشريط الذكرى يعود
وأزهار الدفلى المرة
ماعادت أحلامي حرة
ماذا فعلت بني
أعلنت الهرم لسنيني
وقتلت كل حنيني
أسدلت على عيني ستار
أعلنت موتي على قيد الحياة
أطبقت على روحي الحصار
بكل اختصار .....
أعلنت على أنفاسي
الإحتضار
يابني ماذا فعلت
أعلنت عمرا بلا أفق
لكنه جديد
ناصع السواد
يكسوه الحداد
بلا معنى
بلا أوراق
وقد جف المداد
فهل أنت سعيد
جالس على بقايا العروق
والشمس بلا شروق
لا مطر ولا رعود
لا غيم ولا بروق
والحياة نار
ولهيب فوق الجليد
انتهى الأمر
ومات الوليد

بقلم علام زاهر

بقلم المبدعة ابتسام القاسم @// هي ترقص //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

هي ترقص على نغم يعزف الرحيل
مشتت تفكيرها يستهويه ليل طويل
في عتمة تحاور الأفكار
ترقص ألما على نغم الفراق
تائهة أضناها المسير والشوق
تلتمس أعذارا ...لكنه ..إنه ...
إنه الزفير
أهات هي تلك الأنفاس عتقها السهر
بجنون مغامر ....بحزن مسافر
بقهر .....هي في منتصف الدوائر
قرر ومشى ...ذلك هو المصير
انتحار وموت ...إنها الأسير
لشوق.. لحنين
أغنية عنوانها ...الرحيل

بقلم الكاتب وليد .ع .العايش @// يوميات رمضان -٨-@// مجلة الوطن اتحاد للصوت الحر

- يوميات رمضان - ٨ -
------------
- جهجه الفجر يابني ... أبوك سبقك إلى الحقل ...
ترنحت كثيرا في فراشي المهترئ، تقلبت يمنة ويسرى، نظرت بطرف عيني إلى النافذة، فعلا كان النور قد بدأ يلد من رحم العتمة .
- لابد أن أدع فراشي ... قلت ...
- حاضر يا أمي  ... ولكن هل استيقظ أخي خالد  ؟ ...
- أخوك مريض  ... حرارته مرتفعة  ... هيا لا تتأخر أكثر  ... لابد أن ننهي حصاد الحقل .
لم انتظر كثيرا كي أغادر مضجعي، قذفت وجهي ببعض الماء، ارتديت ملابس الحصاد، ثم امتشقت منجلي الصغير الذي كان يشبهني، توجهت إلى أبي .
خطواتي تتبعثر كما أوراق الخريف، صياح الديك يدغدغ أذني، ترانيم الأمل تنبعث من بعيد، هناك يقبع المسجد الطيني  القديم، المياه تنساب في الساقية دون خوف .
- أهلا بك يا ولدي ... هيا ساعدني  ... نريد أن ننتهي من حصاد الحقل  ... كرر والدي ماقالته أمي قبل قليل .
من بعيد تصل لتوها رائحة خبز التنور، بينما بدأت في عملي وأنا نصف نائم .
كان المنجل حادا أكثر مما يجب، تتناثر خلفي بعض سنابل القمح، لم اكترث لها بل استمريت في الحصاد .
- بعد قليل ستأتي أمك مع بعض الطعام، وإبريق الشاي ...
لم أجب على ماقاله أبي، كانت صورة أخرى تلهو في ذاكرتي العرجاء !!! ...
أطل جارنا أبو خزامى من بعيد، يحمل منجله الكبير أيضا، لا بد أنه جاء لمساعدتنا في هذا الصباح .
- يا صباح الخيرات يا أبو خالد  ...
- طاب صباحك يا أبو خزامى  ... نورتنا والله  ...
أصبحت السنابل تفر أمامنا كما لص هارب من جريمته، كانت تخشى صليل المناجل التي تكاثرت .
- لقد تأخرت أمي  ... أليس كذلك يا أبي  ...
- نعم أظنها تأخرت علينا اليوم ، ربما تطعم الدجاج قبل أن تأتي  ... صمت برهة  ...
- على كل حال اذهب واستعجلها يابني ...
رميت بالمنجل على حافة كوم سنابل وانطلقت صوب البيت، كنت أشعر بانقباض ما في صدري، لم أعره اهتماما، لهوت قليلا مع مياه الساقية ثم عاودت المسير .
سكون غريب يلف المكان، أخي مازال نائما، رائحة الخبز كانت تمتزج بنكهة حريق ما، أمي تلتحف الأرض، عيناها جاحظتان صوبي .
- يا إلهي ... أأأأأبي  ... تعال  ... تعال  ... ربما يومها زلزل صوتي شتات الأرض كلها .
حملها والدي وهو يصرخ في وجهي :
- أحضر السيارة بسرعة يا ولد  ...
نظر جارنا أبو خزامى إلى أمي المحمولة على ذراعي والدي، ونظر إلى التنور  : ( لقد احترق الخبز ) ...
كتبت في مذكراتي بعد خمس سنوات : ( أكره التنور ) ...
------------
وليد.ع.العايش
٨/رمضان/ ١٤٣٩
جهجه : كاد أن ينبلج .