الأربعاء، 23 مايو 2018

قراءة نقدية للدكتور أحمد بدير لومضة (كتبت على كفيه ) بقلم أ.د.بشرى اسماعيل

التفاؤل وأدواته ....
في ومضة ...
كتبت علي كفيه ....

للمبدعة .ا.د. بشري اسماعيل .
قراءة د. أحمد بدير .

تقول الومضة....
كتبت على كفيه بمداد حروف
وكلمات مبتهجة كنسيم عذب
وبمحبرتي وأوراقي المعطرة
نقشت فوق وجهه بألوان
التفاؤل وملامح الابتسامة
إنه الصباح وتقاسيم الفرح

كانت البداية بالفعل (كتبت )بصيغة الماضي لتدل علي تحقق الكتابة وانها حدثت بالفعل...
وفيه تشويق شديد لمعرفة المكتوب وأين تمت كتابته...
فالمبدعة تريد بهذه البداية جذب انتباه القارىء إليها حتي تتمكن منه أشد التمكن وليكون مستعدا لقراءة بقية الومضة دون ان يشغله شاغل اخر.. .
فكان مكان الكتابة مختلف حيث كتبتها (على كفيه )وكانت أداة الكتابة (مداد حروف ) وجاءت بالحروف جمعا لتبين انها قد جمعت كل حروف الابحديات في العالم لتكتب بها (كلمات مبهجة )...ووصفت الكلمات ب (مبهجة )لتدل علي انها تبعث في النفس السعادة والسرور والبهجة والفرح فهي كلمات جمعت لها أجمل الحروف لتضفي عليها البهجة...
لذا قالت (حروفا)فجمعتها جمع كثرة ...ولم تقل (أحرفا ) التي تأتي في جمع القلة...

لقدتحولت الحروف إلى كلمات والكلمات الي (نسيم عذب ) ومجيء النسيم نكرة ووصفه ب(عذب )يدل علي شدة عذوبته ورقته فالكلمات صارت كأنها أشخاص مبتهجة ومن شدة هذا الابتهاج تحولت إلى نسيم عذب...

استطاعت المبدعة ان  تنقل القاريء بمهارة الي الصورة التشبيهية التي أرادت أن ترسمها بمداد حروفها...
وجعلتها صورة ممتدة لتتمكن من انتباه القارىء لأكبر قدر من الوقت حتي تنتهي من ومضتها....
فاكملت أدواتها وهي (محبرتي )و (أوراقي المعطرة )وأضافتهما الي نفسها لتدل علي ان هذه الادوات ملكية خاصة لها وانها لاتفرط فيها لاي احد ...ولكنها لما ارادت ان تخلق صباحا جديدا خاصا بها وحدها تكتبه حروفا وكلمات مبهجة استخدمت ادواتها الخاصة بها حتي تتمكن من رسم الصورة كما هي في مخيلتها...
وبالفعل أبدعت ....
فهي في البداية (كتبت )والكتابة مناسبة للبداية أشد التناسب ولكنها قد تمحي بفعل الزمن ...
فجاءت هنا ب(نقشت )لتضمن لها البقاء والاستمرار والدوام  والخلود فالنقش....
فوق الوجه بألوان
التفاؤل وملامح الابتسامة
شيء لن يزول مع زوال الايام فهو محفور على هذا الوجه مابقي الزمان...
فكأن المبدعة تريد ان تلح علي بقاء التفاؤل والابتسام طوال العمر ومع كر الايام لذا اختارت الفعل (نقشت ) حتي تضمن لهما الخلود في هذا الوجه...
وأيضا في النقش مهارة الصنعة ودقتها فلا يستطيعه الا كل حاذق ماهر...
وهذا يدل علي شدة جمال النقش وروعته...وان المبدعة لها باع طويل في هذا المجال وانها تستطيع بكل مهارة ان تحول العالم من حولها الي ...
ألوان التفاؤل وملامح الابتسامة..
ثم كانت المفاجأة التي ظلت محتفظة بها لتشويق القارىء وجذب انتباهة...
فكانت هذه الكتابة ....وكان هذا النقش...علي وجه الصباح..
انه الصباح وتقاسيم الفرح.
كانت النهاية غاية في الروعة كما كانت البداية كذلك...

والملاحظ أن المبدعة تتخذ من الصباح وأشراقه وتفاؤله أدواتها التي تعيش بها في كل حياتها فهي تلون حياتها بلون هذا الصباح وتجعل خطواتها كنسيمه ووجهها مملوء بالابتسام كوجهه...
فحياتها كلها اشراق وتفاؤل ...
وكأنها تريد من خلال ومضتها هذه أن تبعث برسالة عامة لجميع البشر ان يكونوا كالصباح بان يطهروا انفسهم من الحقد والبغضاء والكراهية لأنها تحرق النفوس وتدمر الحياة...
لذا ختمت ومضتها بقولها ...
إنه الصباح وتقاسيم الفرح
واكدتها ب(إن )لتبين اننا لن نكون سعداء ولن نتقاسم الفرح الا اذا كنا كالصباح...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق