(غدرُ الأيّام)
مَاذا سَأكْتُبُ كَيْ أرْضِـيكَ يا عُمْــرِي
وَقدْ مَضِيْتَ بِـــذِلِّ العَيْشِ والقَهْــــــرِ
ماذا سَــــأكتبُ والأيَّـــــام تَسْــــرقُني
بِمَــا أتَتْ مِنْ قَبيــحِ الفعْــلِ والعُهْــرِ
قَضَى الزَّمَانُ بِأنْ أَسْعَى وَرَاءَ هَـوَىً
كَمَنْ يُؤمَّلُ وَرْداً مِنْ حَصَى النَّهْـــرِ
ما فُـزْتُ إلاّ بِوَهْــــمٍ زَادَني فَشَـــــلاً
ثمّ انقلبتُ أسَــــاوي الفَحْـــمَ بالــــدُّرِ
سُــدَّتْ بِوجْــهي دُروبٌ كُنتُ آمَلُهـــا
أنْ تَبْعَثَ النُّوْرَ في الظَّلمَاءِ كَالبَــدْرِ
جَـــادَتْ عليَّ اللَّيَالي بِالظَّــلامِ وَلـــمْ
تَسْمَحْ بِغَيرِ سَوَادٍ غَابَ في الصَّـدْرِ
فَبَادِريْ! ذِي ثُلُوجُ المَوْتِ تَغْمُـــرُني
وَعَانقيني, كَصَخْـرِ الشَّطِّ وَالبَحْـــرِ
يا قِطْعــــةً مِنْ لَظى قَلْبي تؤرقُــــني
فأسْتفيقُ على وَهْـــجٍ مِنَ الجَمْـــــرِ
كُلُّ الأمَاني غَـــدَتْ قَشَّـــاً يَطيرُ بِها
وعاثَتِ الرِّيحُ بالبَاقي مِنَ الزّهْـــرِ
ألـــوذُ بالكأسِ أَسْــتَجدي ثُمَالتهـــــا
كيْ أسْتعيدَ بَقايا النُّورِ بالخَمْـــــــرِ
تبَّـــاً لِقلبٍ غَـــدا يَقْتـاتُ مِنْ دَمِـــــهِ
نَسْغَ الحَيَاةِ, وَمَا أحْـــرَاهُ بالنَّحْــرِ
لَسَـوفَ تذكرُني الأيّـــامُ نادِمِـــــــةً
وَتَسْألُ الغَيْمَ أنْ يَبْكي عَلى ذِكْرِي
** 30/12/2017 فائق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق