البينية...ودورها في إظهار الحب
في قصيدة ...
بين المقلتين
للمبدع :صباح أسد
قراءة د. أحمد بدير
تقول القصيدة
بينَ المُقلتَينِ
القلبُ بين المُقلتَينِ مُعلّقٌ
أنّى تَجولانِ الفؤادُ يَجولُ
والعينُ تَرقُبُها بِكُلِّ هُنَيهَةٍ
فَوريدُ قلبي بالرُّؤى مَوصولُ
تهفو ولكنّ المَليحةُ حَقُّها
مهما لَغَتْ فكلامُها معسولُ
وبِصَمتِها ألفٌ مِنَ القَصَصِ الّتي
لو كُنتُ عَنترَ ما اسْتَطَعتُ أقولُ
قلبانِ في روحِ المحبّةِ إنّنا
ما بَينَنا سَدُّ المكانِ يَحولُ
يومٌ وفيهِ نلتقي لِسُوَيعَةٍ
يا ليتَ ثانِيَةَ الّلقاءِ تَطولُ
فَلَنا بِكُلِّ لِقاءِ قَلْبَيْنا هوًى
لا تستطيعُ لأنْ تَعِيهِ عُقولُ
ننسى بأنّ الكونَ فيهِ خَلائِقٌ
أو اليومَ في عُمْرِ الغرامِ عَجولُ
يأتي الفِراقُ على التّصافُحِ بَغتَةً
ويَرُدُّ كَفَّينا الهوى المجهولُ
فتفيضُ أدمُعُنا لأجلِ فِراقِنا
مِنها الجبالُ إذا اسْتَقَتْ ستَزولُ
تشخيص القلب وجعله معلقا بين المقلتين صورة بديعة من عنديات المبدع اخترعها من خلال شفافيته المطلقة وحلق فيها بخياله وزادها جمالا بأن وضعها في مقدمة قصيدته حتي نعرف مكان قلبه من البداية ونتعامل معه علي وضعه الراهن...
وهو وضع يدل علي صدق الحب وصفائة ووفائه وعذريته....
والبينية هنا تدل علي شدة الحرص والحفظ التام لهذا القلب لأنه بين (المقلتين )...
وهل هناك اغلي من المقلتين ليتم حفظ القلب بينهما ؟!
ثم يكمل الصورة ويقويها بصورة رائعة جميلة جمعت كل آيات الحسن حين أوضح كمال العناية والرعاية بقوله ...
فوريد قلبي بالرؤي موصول...
ياله من وصل !
ويتدرج المبدع في بيان صفات المليحة فيأتي بأوصاف لم تخطر على بال المتلقي ...
أوصاف جديدة للمحبوبة تدل علي مدي معرفته بالتراث خاصة التراث الاسلامي (حبك الشيء يعمي ويصم )فالحبيبة ...
مهما لغت فكلامها معسول!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق