(أحدهم نشر منشورا يسّوق فيه لسلطنة عثمانية جديدة ) ولذلك أقول له :
للأسف أن تضطرني للرد على منشورك الذي يسوّق لعودة السلطنة العثمانية , وهو حلم إبليس بالجنّة , ومضطر لتفنيد ما جاء في خطابك الطويل عن (فضائل) السلاطين العثمانيين على الناس والشعوب التي حكمت من قبلهم .
- أولا لم يكتب التاريخ عن إبداع علمي وثقافي عندهم , بل كانوا سببا في تخلف الشعوب التي حكموها اقتصاديا وثقافيا ودينيا وسياسياً , فقد أفرغوا البلاد العربية من المبدعين في كل مجالات الحياة الصناعة والتجارة والفن والأدب, وصار المبدعون إمّا عبيدا لدى السلاطين في عاصمتهم أو انطووا على أنفسهم يجترون الماضي وينشغلون بالتصوّف السلبي الذي يبطل العقل والمعرفة , كما نهبت أموال الناس بالضرائب الفاحشة بحجة تمويل الجيوش لفتوحاتهم . أو لتولية ولاتهم وهذا من أكبر مفاسد الحكم .
- كلّ النقّاد العرب يعتبرون زمن الاستعمار العثماني للبلاد العربية هو مرحلة انحطاط في الأدب . لأن الحكام الغرباء عن العروبة واللُّغة العربية أهملوا كلّ ما له صلة باللُّغة العربية وآدابها . أمّا ما ذكر عن نشر الإسلام فهذا أمر لم نكسب منه سوى الصراعات والتعصب والنتائج معروفة من أحداث العصر وإنتاج عصابات التكفير والتطرف الديني وإقصاء كل مخالف لهم في مذهب أو عقيدة أو دين.
- أمّا ما ورد من حديث ينسب إلى النبي محمد عن سلاطين بني عثمان ومدحهم فهو حديث موضوع لأنه يخالف القرآن الذي يصرح بجهل النبي بالغيب وعدم علمه به , فعلم الغيب يختص به الله وحده , وهذا أمر متفق عليه وورود أحاديث في هذا الخصوص تناقض القرآن الكريم .
- أمّا حكاية السلطان عبد الحميد حول فلسطين فهي حكاية موضوعة للعوام البسطاء, ولو سلّمنا جدلا بصحتها , فلا قيمة لها مادام العثمانيون قد أضعفوا البلاد العربية وأفقروها لدرجة لا يستطيع العرب الدفاع عن أنفسهم أما الغزو الاستعماري الغربي والصهيوني, فهي مسؤولية لا يجوز التنصل منها , كما أنّ الدولة التركية من الدول الأولى التي اعترفت بالكيان الصهيوني وأقامت علاقات كاملة معه ( دبلوماسية واقتصادية وعسكرية وثقافية... ) أما مظاهر المعارضة التي أبداها ويبديها حكّام تركيا أمام العدو الصهيوني فهي مظاهر خارجية لا تنطلي على ذي عقل ولب, كما أنّ تركيا بقيادة أردوكان الذي يسوّق لسلطنة عثمانية , وهو يتجاهل أنّ الواقع قد تغيّر في الشرق والغرب, فلم يعد للإنكشارية دور في عصر الفضاء والأسلحة النووية. وطموحه الفارغ ربّما يؤدي إلى تفكك دولته وهذا أمر في حسابات الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.
- أما فضيلة العثمانيين على الإسلام السنّي بمنع انتشار المذهب الشيعي فأخجل أن أردّ عليها لا لعجزي عن ذلك بل لأن المسلمين ليسوا في حاجة إلى فتح جراح الماضي , وأنا أرى دول الخليج التي تدّعي الإسلام السّنّي تنبطح أمام ترامب ونتنياهو وتقيم علاقات علنية وسرية مع الكيان الصهيوني , بينما تقوم إيران الإسلامية بمساعدة المقاومة الفلسطينية واللبنانية لإستعادة حقوق الشعب الفلسطيني المقهور والمشرّد .
- الحديث يطول ..لكنني أقول وبصراحة : من المعيب أن نفاخر بأفعال المستعمرين فقط لسبب أنّهم ادعوا الخلافة الإسلامية وهي منهم براء, فهل يفتخر الغربي بهتلر , ما الفائدة التي حصل عليها العرب من حكام العثمانيين وقادتهم سوى الفقر والموت..
و الاختصار يكفي ...
الجمعة، 27 أبريل 2018
مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر @// أحدهم نشر منشور يسوق فيه لسلطنة عثمانية جديدة //@ بقلم الاديب الشاعر فائق موسى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق