الجمعة، 14 سبتمبر 2018

للشاعر والاديب وليد .ع.العايش @// زفرات بيدر //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

_ زفراتُ بيدرْ _
________
ما دون قلبي, وشوق الألف ميلْ
تتبدّى ذكرياتُ المستحيلْ
وتشهقُ شُجيراتي أنيناً يُشبهُ
حزني، ومحراثي القديم
أنا أبكي ، أعلمُ أنني أبكي
ليسَ لفقْدِ والدي ، أو عيون والدتي
ليسَ لديَّ أطفال كي أبكي عليهم
أدري ، وكيف لا ...
بأنَّ الشوق جُرحٌ ؛ لا يداويهِ مِلحُ
وأنشودتي التي رافقتني
في صفيّ الأول ، مازالت عذراءَ ترقصُ
لكن ليسَ مِنَ الحُبِّ ، أو الفرحُ ...
بقايا مُتخلفيَّ عصري , يحتسون
نخبَ موتٍ , لا يصحُّ
فلا تناديني , بالأمير
لن يستجبْ قلبي لنداءاتٍ
رُبّما تصحو ,
ورُبّما تبقى مُقيدةً , فلنْ تصحو ...
وأظنّها لن تركب موجةَ الصحوِ
فلنْ تصحو ...
حلْقي يقْطُرُ كما سيفٍ
كلما زادني كلمة , يئزُّ
وخفقاتُ فؤادي ترتعشْ
في ثناياي , تتلوني صراخاً
وفي زوايا لحمي , تَحِزُّ
الجرحُ مازالَ , جُرحاً
والدمُ المُراقُ على وجنات دهري
يلتزمُ السكونَ , ويشمئزُ
أُتراهُ يحملُ عطراً
أمْ جاءني من بائعِ وردٍ
تاهَ في الدربِ فوصلَ إليَّ
يا للعزاء ، هل تعلموه , هل تعرفوه
كيفَ جاءَ مع الرياح
هل مازلتم تحلمونَ بنشيدٍ كالرصاصْ
في الصدرِ يئزُّ , لا يشمئزُ
دعي عنكِ تُرهات الغول العجيبةْ
وألوان زينة الحُلّة القشيبةْ
فإني لازلتُ أبكي
من ضياعِ ثغرِ صبيةٍ تُدعى ( الحَبيبة )
وسيفي المتثلّمُ الأطراف
يُداهِمُ ساحةَ الموتِ الرهيبةْ
فأصمتُ لحظةً ، ثُمَّ أبكي
أخبرني السنونو لتوّه
بِأنّي لنْ أعيشَ أكثرْ
وقالَ بأنَّ الحياةَ
أقصرُ منْ نصرٍ ، وأقصرْ
قلتُ لهُ , أنَّ لهُ بعد الموتِ حياة ...
فابتسمَ كثغرِ غانيةٍ ، ثُمَّ طارْ
تركَ لي هنا , على هذه الأرض
كسرةَ خُبزٍ ، وتاريخاً مُزوّرْ
قلتُ لطفلي صاحب الألفِ دَمعة
أنْ يغرِسَ على ثرى قبري
سنابلَ قمحٍ ، وعيدانُ سُكر
لعلّني ذات يومٍ
أثمرُ حقلاً, وخُبزاً ، ومِلحا
لعلّني أصبِحُ سنابلَ منْ رصاصٍ ...
أو أصنعُ منْ لحمي للصغارِ, ألفَ بيدرْ ...
______
وليد.ع.العايش
10/8/2018م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق