جراحات الفؤادِ
لقد باتَ همسُ الوحي ِ بالشعر ِ خافتا كليل ِ الدجى بالعتم ِ قد جاء صامتــا
وبُّحَّ نداءُ الحرفِ معْ كلِّ مطلــــــــع ٍ وسربُ القوافي قد تضَّرع َ قانتــــــا
وجفَّ يراعي من بحور ِ مـِـــــــدادهِ فما الموجُ بعدَ الجدْبِ يهدُرُ صائتــا
فرحتُ لجرح ِ القلبِ أعصرُ دمعَــــهُ وأنهلُ كأساً بالمرارةِ ماقِتــــــــــــــا
ألملــــــــــمُ آلامَ السنين وذكْـــــــرَها وما زالَ منهـــا يعترينــي مُباغِتــــا
وأكثرُ ظني أنَّ نــــــــورَ جمالهــــــا دعاني إلى ليل ِ الصبابةِ ناعتـــــــــا
تلوحُ كأشفار ِ السيوفِ هِدابُهـــــــــــا إذا جُرِّدتْ للقتل كانت تهافُتــــــــــــا
تميل بها حتـــــــــى يبينَ عشيقـُهَـــــا فيمسي أسيرا ً ثمَّ يُصبحَ مائتــــــــــا
بُليتُ بهجرِ الغيـــــدِ يومَ ترحلــــــــوا كأنَّ الردى بالقلب قد كانَ لافتـــــــا
أرى الناسَ في نشرِ الهوان ِ تآلفـــــوا وآخرَ قد جدَّ النِزاع َ وباحتــــــــــــا
فمنْ أيقظ َ الحقدَ الدفينَ من َ الحشـــــا وأخطرُ حِقدٍ كانَ في القلبِ ساكتــــا
ليُبدي لكَ الوجهَ السعيدَ بضحكــــــــةٍ كمن ظنَّ في طعم ِ السُلافةِ كالتــــــا
ومن أظهرَ الحبَّ الجميل َ مــــــــودةً وقد صار من بعدِ المودةِ شامتـــــــا
لقد نسيَ الشيبُ العقيــــــــمُ بأنــــــــهُ هزيلٌ لفكر ٍ كانَ با لصدق ِ نابتــــــا
وأجهضَ من عمر العنايةِ بلسمــــــا ً ليُوئِدَ جرحا ً بالشجــــــى مُتفاوتــــا
فهلاَّ يزول ُ الحسنُ مـــــن قسماتــــهِ وما زال سحرُ الخال ِ بالخدِّ ناكتــــا
أنا من لتاج ِ الفــجــــركنتُ مُرصَعـا ً وللشمس ِ تمثالا ً لقد كنتُ ناحتـــــــا
مضى البلبلُ الغريِّدُ باللحن ِ هازجـــا ً وشدَّقَ ثغـــــــرٌ بعدَهُ مُتهارِتـــــــــــا
وللناس ِ فكرٌ قد يميلُ بهِ الهـوى وفكري بنهج ِ الحقِّ قد ظلَّ ثابتا
تُخالِفُكَ الأيـــــامُ فيما تريــــــدُهُ فتلقى وميضَ الصبح كالسُقم ِباهتا
بقلم صباح اسد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق