رثاء العمر
بماذا أيها العمر الهزيل ستغرينا
لا شيء لدى أيامك يرضينا
تفوح بين ثنايا رائحة العفن
فرت من مزاياك الرياحين
دنانك تصفر خاوية
والكأس ماعاد يروينا
مزقت رياح النو أشرعتك
سفينك تاه عن شواطينا
أيام خلت بالود كانت عامرة
أمست حزينه كل ليالينا
مضت أعوامك علينا سراعا
حل الخريف جف دمع مآقينا
أين الربيع وأين الشذى والزهر
فهل يا ترى يعود ربيعك يحينا
حالك سوادك أيها الليل الطويل
لا ضوء للقمر على سفح روابينا
هاجرت يمامات الحي مواطنها
متى تعود إلينا اليمامات تلاقينا
تباعدنا سويعاتك الثكلى دهرا
كيف السبيل بالله إلى تدانينا
كتبت في هجرانكم سطور ألم
حتى باتت كتاباتي دواوينا
كم تمنيت مودتكم على مضد
ضاعت مع الهجرأجمل أمانينا
أعوامك الثكلى مرت عجلى
مرور السهم للرمية كأسفينا
زرعت آلاف أزهار النسرين
أزهرت شوكا زهور النسرينا
أيا أيها العمر ما أضناك تقسو
ما زلت في مر الحياة تضنينا
أمشط شعر الريح بلا قافية
طارت مع الريح كل قوافينا
أرثو مع الجوى جل كآباتي
فيا كآباتي تعالي اليوم أرثينا
بقلم علام زاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق