الجمعة، 6 أبريل 2018

مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر @// المعروف //@ بقلم المبدع عبد الله أيات

المعــــــــــروف
يُحكى أنّ في قديم الزّمن قبيلة معروفة بالصّدق والكرم والحبّ، المتبادل بين أفرادها، المتكثّلين كجسد واحد، ينعمون في رغد العيش بسعادة وطمأنينة، لكنّ فرحتهم لم تدم كثيرا فقد تعكّرت مياه حياتهم، واستقرارهم بدون شكّ على كفّ عفريت، والسّبب أنّ ثعبانا ضخما هجم عليهم واستولى على ثخومهم، يبتلع ماشيّتهم ودواجنهم وكلّ خيراتهم،  وبات خطرا يهدّد وجودهم، فانقلبت سعادتهم جحيما ونعيمهم شقاء.. أجمع القوم على أن يكونوا يدا واحدة في مواجهة هذا المحتلّ الخطير ووضع حدّ لمصيبتهم العويصة بكلّ حزم وعزم متضامنين .. وفي غفلة عنهم سبقهم إلى عين المكان رجل منهم إسمه سام فألقى التّحيّة  وأخبره  بأن القوم أجمعوا على قتله فنصحه بأن يفرّ بعيدا عن بطشهم وينجو بجلده من قبضتهم.. شكره الثّعبان على حُسن إخلاصه وتعاونه وتنبيهه بالمخطّط الّذي اتّخذ في سرّية تامّة..ارتبك لوهلة،  فالوقت لا يسعفه للفرار، خطرت له فكرة الاختباء ولكن أين..؟.. فكر قليلا فاهتدى إلى أنّ بطن صديقه هو المكان الآمن، الّذي لن يخطر على بال أحد..وافق على التّو وبدون تردّد استقرّ الوحش في جوفه ناجيّا من الجيوش الموفدة لتنفيذ المهمّة..
أخبره أنّ الحشد احتار في أمره ورجع أدراجه خائبا بعد تمشيط مضن للحدود، وطالبه أخيرا بالخروج من أحشائه ومغادرتها فورا، لأنه يشعر بضيق شديد، وفاء بعهده الّذي قطعه، لكن هيهات فبعد إحساسه بدفء وسكينة استطاب السّكن الجديد، متوسّدا طحاله، قابعا على قلبه ويقتات من كبده.
بقلم عبدالله أيت أحمد/المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق