قراءة في الظلام
هل جربت يوما ضيق الصدر
كيف تبتلع مرغما الحنظل والمر
أن يأتيك صيفك بردا
يحرقك أطرافك هذا القر
وشتاؤك قيظا شاحب
يلفحك أنين الحر
وخريفك أسراب خفافيش
وربيعك ضحل وبلا زهر
كيف يبدو الأبيض أسود
والأخضر يابس وشحيح الثمر
كيف تمضي الأيام بلا معنى
ويسير بلا هداة هذا العمر
كيف يمحى ماضيك بلحظة
بكلمة واحدة دون فكر
عطاؤك. ..تعبك
عرقك. ..جهدك
بلا قيمة لا يساوي حتى الصفر
تختنق الدمعة ثكلى في عينيك
لا تزرف إلا بقايا الشرر
تتدلى روحك من حلقك
عناكب سوداء يكسوها وبر
تنظر في مرآتك لترى وجهك
شطرين. ..أسود والآخر أصفر
من حولك تدور نظرات دهماء
نكران يتلوه خذلان
تالله هذا الظلم الأكبر
تدور رحاها خيالاتك أشباح
وقماءات الكون تتراءى وتظهر
يتلون دمك في شرايينك
بكل الألوان إلا اللون الأحمر
غيلان تنهش في جسدك
الحيرة في صدرك تتسمر
تتساقط وريقاتك عجلى
تغفو روابيك وأديمك يتصحر
وورودك يبسى تعصفها الريح
روضك قاحل وتراه أقفر
تتلاشى الصور من عينيك
حتى إسمك تنسى و لا تتذكر
تحتجب أفراحك وراء حجاب
خلف الأوهام والأحزان تتستر
عندها تكون ميت وبلا روح
تنتظر لحظة نزولك قبر
تتناثر من فوقك ذرات غبار
تلج في الظلمة وينتهي الأمر
بقلم علام زاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق