الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

مجلة الوطن اتحاد الوطن @// نقد ادبي للدكتور احمد بدير لقصيدة بقلم علي شمه @// صرخة ألم //@

التدرج وأثره في التعبير عن الحزن ...
في قصيدة (صرخة ألم )

للمبدع :علي مصطفي شمه.
قراءة د. أحمد بدير.

تقول القصيدة...

صرخة دوت.  تعالت
مزقت حجب السماء
صرخة في الكون
هزت.  زلزلت
قلب. الرياء
   *   *   *
آه. ٠٠٠من غدر
المسافات القريبة
آه٠٠٠،من رمية سهم
في صباحات غريبة
    *    ،*     *
ٱطلقوا الرمية في الصدر
وكانوا    آبقين
    *    *    *
آه٠٠٠من هول الإصابة
والمصاب
     *    *    *
قتلوك ؟!٠٠٠
لا.   ورب العدل
ما فات القطار
   *   *    *
غدروا فيك عروس
الطهر
يا قبلة من صلى وصام
      *    *    *
ٱنت رمز للسلام
ٱنت والتاريخ والحب
وٱسراب الحمام
ٱنت عشق وهيام

بدأ المبدع بكلمة (صرخة )وأتى بها نكرة ليبين شدتها وهولها ومدي الفاجعة التي يعيشها...
فهي صرخة زلزلت كل من سمعها وأفزعت كل نفس حرة ....
لأن النفس الحرة تأبي الضيم والذل.... لذا وفق الشاعر توفيقا كبيرا حيث قذف بها هكذا في مقدمة قصيدته...
ثم بين مراحل الصرخة ودرجاتها فكانت في البداية (دوي )يشبه دوي المدفع ....ثم تعالت حتي (مزقت حجب السماء )...
ثم انتشرت وملأت الكون ف (هزت ...زلزلت قلب الرياء )...
فكأن هذه الصرخة شملت الكون أجمع ارضا وسماء يتضح ذلك من خلال المقابلة التي عقدها الشاعر بكل براعة واقتدار...

ثم ينتقل الشاعر ليبين سبب الصرخة ..فهي (من غدر )ولم يذكر الجهة الغادرة وأنما كني عنها لأن الكناية أبلغ من التصريح ...
فكان الغدر من (المسافات القريبة )وهذا يدل دلالة واضحة علي ان الغدر جاء من القريب ولم يأت من أحد بعيد وجمع المسافات ليبين كثرة الغدر وتعدد الغادرين....
لهذا وصف الصباحات بأنها (غريبة ) فبدلا من أن تشرق فيها شمس التفاؤل والأمل جاءت بسهام الغدر المصوبة من قبل القريب...
هؤلاء الرماة الغادرين خرجوا عن الجماعة فكانوا (آبقين ) ...فكان لرميتهم هول وقعه شديد وألمه مبرح لأنها اصابت في مقتل...

ثم وجه الشاعرحديثه للمقتول...وبين له أنه لابد من الأخذ بالثأر ...ولكنه أيضا لجأ الي الكناية فقال (مافات القطار )فما زالت القدرة علي الرد واسترجاع الحق المسلوب قائمة وما زالت الفرصة سانحة....
ثم لجأ الشاعر الي التشبيه ليبين بشاعة الغدر وقيمة المغدور به فشبههها ب(عرو س الطهر )ليبين قداستها وطهارتها وعفتها وحصانتها ....وأن هذا الغادر أنما كانت فعلته شنيعة لاتغتفر...لأنه غدر بقبلة (من صلي وصام )...
فهي قبلة لمل مصلي وكل صائم علي وجه الارض ايا كانت صلاته وايا كان صومه فعليها تجمعت كل الشرائع وصلي النبي الخاتم فيها بجميع المرسلين إماما....
وقد استطاع المبدع الأسقاط علي التاريخ بكل براعة واستحضار صورة الإسراء والمعراج شاخصة أمام الابصار....
هذه المدينة العامرة رمز لكل سلام في العالم...وستظل مأوي لأسراب الحمام مهما حاول الكيد لها كل غادر ومهما تآمر عليها كل متآمر...
فهي (العشق والهيام)
وهذه القصيدة تدل علي الغدر من القريب قبل العدو فكأن تفكك العرب وتشتتهم وتنازعهم هو الغدر بعينه الذي سلم مدينة الطهر والنقاء لأحفاد القردة والخناذير ...
لذا كانت هذه الصرخة علها تجد آذانا صاغية لإعادة أولى القبلتين وثالث الحرمين.
دام الابداع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق