لا تنحني يا ابن السنديان
=============
لا تنحني يا ابن السنديان
ابني لك كوخاً في مطلع كل شمس
و بحراً من الحب عند كل غروب
ازرع الياسمين و الغار و النار
ولا تنحني يا ابن الريان
كي لا تصاب بضربة بكاء
أو باحتقان جنون
كي لا تصطدم بجروح جدائل العاشقات
و وعود اللقى الذاهبة أدراج الرياح
كي لا تصاب بعدوى البلادة
و انهزام الخيل في سباقات التلال العالية
لا تنحني يا ابن الجبل الاشم
و ارفل بنكهة الملح في عيون الشوق
امتهن ما شئت من قصص البطولة و الاباء
كن نحات يغازل خصر الصخر
حتى يصير قلب
ينقر نشوة الجبال فتولد التراتيل على أول النهر
يدوزن صلصال السحابات
يرشّ عليها كمشة ياسمين و قضمة من رحيق الجان
كن فلاحاً لو شئت
يدس جذوره في عاشر أرض بجبل السنديان
يشهر منجله في وجه طغاة الأرض الحاقدين
يعرّش من أول الأنين الى أخر الحنين
يدرّس اساطير البطولة للعابرين
و يقول للغيم و الشمس ها أنا
ظل وطن نشئت بارض الاكرمين
و لو شئت يا بني كن رساماً عاشقاً
اترك اللون يرعى من صهيل الاقدمين
علمه كيف يصير مائلاً لعيون السويداء .. قبل الشروق
و مائلاً جداً الى سنابلها قبيل الغروب
و ارسم لها فستاناً بلون الاحمر المجبول بقدسية ترابها
و مشطاً من أصابع القصيدة الشغوفة
ارسم مقاعداً فوق تلالها الخضراء .. تطل على الحب
مقاعداً تتسع لاحتضان كل الحب و حديث الأنفاس
و ارسم جوقة على غيمة تجيد لحن المطر
اتكئ على الكروم مقدار دالية و عنقود عنب
و انتظرها الى أن ينضج اللون الاحمر بعيون الجنون
كن ما شئت يا ابن السنديان
ولا تغادر حتى لا يفاجئك الصوت و الصدى
بأن الرصاص أغنيات المدى .. و أن القوت مجرد حلم
بأن الياسمين لا يحسن التراتيل
و الفجار ساسة ... و الفاسدون بوطني وطنيون
----------------------
بقلمي وسيم الجوهري
السويداء _ 4 _ اغسطس _ 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق