الثلاثاء، 14 أغسطس 2018

بقلم الشاعر المتألق فائق موسى @// قبلة المجد //@ مجلة الوطن اتحاد الصوت الحر

(قبلةُ المجدِ)
توَرَّدت وَجْنــةُ التَّاريخِ وَابتسَــــــمَا       
لمَّا رأى الشَّامَ أمّاً تَحْضِنُ الأُمَمَــــا
وأزهرَت أحْــــــرُفٌ دَانتْ لِقافيــــةٍ
تَعانقتْ بِجِـــراحٍ نَازِفــــــاتِ دَمَــــا
هذي الشَّـــآمُ فَحِطِّ الرَّكبَ سَـــــاجدةً       
على رُبى قاسيونٍ وارْفــــعِ العَلَمـــا
منْ قَبْـــلِ آدمَ كانتْ جنّـــــــةً نَزَلتْ       
  في مُحْكمٍ الذِّكرِ تُذكي اللّوْحَ والقَلَمَا
بلْ روضةٌ من رياضِ الخلدِ حانيةٌ        
تباركتْ أرضُها طُهــراً وَنورَ سَــمَا
في غوطتيهــا نَمَت آمَـــالُ عزّتِهـــا       
سقَتْهـــا أنفسُ جَادتْ تَبتغي شَــــمَما
لا تســألِ النَّـــارَ عنْ بُوذيِّ يَعبدُهــا       
فالنَّــارُ والنُّورُ صِنوانٌ إذا اضْطرما
وشَـــاهدُ الحقِّ في قولٍ وفي عَمَــلٍ       
  وَكمْ تَغنّى بِسِــــرِّ الرُّوحِ أو نَظمَـــا
فأشْرقتْ في يديهِ شَـــمْسُ غانيــــةٍ        
  على ضِفـافِ قـــوافٍ أيْنَعَتْ نَغَمَـــا
الشَّـــامُ كَعْبَــةُ عُشَّــــاقِ الذُّرَى أبَداً         
وَقِبلـــةُ المَجْدِ مُنذُ الفَجْرِ قَدْ بَسَـــمَا
عَينا دمشقَ على العليَـــاءِ نَاظِـــرةٌ
تَسْتَلهمُ الحُبَّ مِنْ سِرِّ الإلَـــــهِ نَمَى
والحُلمُ يَرحَــلُ في أهْدابِهـا قَبَســـاً
في مُطْلَقِ الوَجْدِ بَحرٌ يَطرَحُ النِّعمَا
يا شَامُ إنِّي إلى لُقياكِ ذُو لَهَـــــفٍ
فَعَانقيني بِشَـــــــوْقٍ يُبدِعُ الكلِمَــــا
مَا لِيْ وَلِلشعرِ لَوْلا الشَّامُ تُلْهمُني!
عِشْقَ الغَوَاني وَسِحْراً يُبْرئُ السَّقِمَا
غَنيّتُ لِلشَّامِ في حِــلّي ومُرْتَحَلي 
فَدَيْتُها تُربةً أزْهُــو بها وَسَــــــــمَا
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق